بقلم يوسف كركار
يخلد المغاربة، اليوم السبت 11 يناير 2025، الذكرى الحادية والثمانين لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال.
إنه يوم وطني محفور في الذاكرة الجماعية، يجسد انتصار إرادة أمة ووعي شعب بحقه في الحرية والسيادة.
لحظة تاريخية فارقة
في 11 يناير 1944، ارتقى الكفاح الوطني ضد الاستعمار إلى مرحلة جديدة عندما قدمت نخبة من الوطنيين المغاربة وثيقة المطالبة بالاستقلال إلى سلطات الحماية الفرنسية والإسبانية. خطوة جريئة أظهرت وعيًا سياسيًا متقدمًا وروحًا جماعية موحدة تطالب بالحرية وإنهاء حقبة الهيمنة الأجنبية.
الوثيقة التي أشعلت الشرارة
لم تكن الوثيقة مجرد نص مكتوب، بل كانت صرخة وطنية أيقظت الحماسة في قلوب المغاربة من شمال المملكة إلى جنوبها.
أعقبتها مظاهرات شعبية واسعة في المدن والقرى، تؤكد التفاف الأمة حول مطالبها المشروعة. كانت هذه اللحظة الشرارة الأولى التي مهدت الطريق نحو الاستقلال الكامل في عام 1956.
رمز للوحدة والتلاحم
ذكرى 11 يناير تتجاوز كونها يومًا تاريخيًا؛ إنها رمز لوحدة الصف الوطني، حيث تجلت روح التضامن بين الشعب والعرش العلوي المجيد.
هذه الذكرى تحمل في طياتها دروسًا للأجيال الصاعدة عن قوة الإرادة، وأهمية التلاحم لتحقيق الأهداف الوطنية الكبرى.
احتفالات متجددة وقيم خالدة
تحيي المدن المغربية هذه الذكرى بتنظيم ندوات ثقافية، عروض فنية، ومسيرات شعبية تُبرز روح الوطنية.
إنها فرصة لإعادة ربط الماضي بالمستقبل، وغرس قيم التضحية والبناء في نفوس الشباب.
81 عامًا من الإلهام
إن الاحتفال بهذه الذكرى ليس فقط استذكارًا للماضي، بل هو دعوة للاستمرار في بناء الوطن بإرادة لا تلين.
11 يناير يذكرنا بأن الحرية تُنتزع بالنضال، وأن الكرامة تُبنى بالتلاحم. هو يوم نستلهم منه روح الأجداد لنرسم طريق المستقبل للأجيال القادمة.