بقلم أمين دنون
أعربت الشبكات والاتحادات الوطنية والجهوية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، إلى جانب جمعيات ومنظمات حقوقية، عن قلقها العميق واستنكارها الشديد للإعلان الذي بثته القناة الثانية بشأن حملة خيرية بأسلوب “تيليطون”، المقررة يوم 2 ماي 2025، والتي يتم تنظيمها بالشراكة مع مجموعة الودادية المغربية للمعاقين.
رفض الصور النمطية والمقاربة الإحسانية
تشدد المنظمات الحقوقية على أن هذه الحملة تقوم على مقاربة إحسانية اختزالية، تُصور الأشخاص ذوي الإعاقة في إطار الشفقة والمساعدة بدلًا من حقوقهم المشروعة في المشاركة الكاملة والمتساوية في المجتمع.
التعارض القانوني والدستوري
تُعد هذه المقاربة انتهاكًا واضحًا لمجموعة من القوانين الوطنية والدولية، من بينها:
– الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، التي صادق عليها المغرب، والتي تدعو إلى تقديم صورة تحترم الكرامة والمساهمات الفعالة للأشخاص ذوي الإعاقة.
– الدستور المغربي (الفصل 34)، الذي يُلزم السلطات بوضع سياسات عمومية للنهوض بحقوق هذه الفئة.
– القانون الإطار رقم 97.13 المتعلق بحماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
– القانون رقم 09.08 الخاص بحماية المعطيات ذات الطابع الشخصي، خصوصًا فيما يتعلق باستخدام الصور الشخصية دون موافقة مستنيرة.
– القانون رقم 77.03 المتعلق بالاتصال السمعي البصري، والذي يفرض على وسائل الإعلام احترام حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في مضامينها الإعلامية.
مطالب الجهات الحقوقية
بناءً على هذه الانتهاكات، تدعو الشبكات والجمعيات الحقوقية إلى:
– تحمل مجموعة الودادية المغربية للمعاقين مسؤوليتها الكاملة عن هذه المبادرة غير الحقوقية.
– محاسبة القناة الثانية بصفتها مرفقًا عموميًا ملزمًا باحترام حقوق الإنسان.
– تدخل عاجل من الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (الهاكا) لوقف أي استغلال إعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة.
– تبني خطاب إعلامي جديد قائم على احترام الكرامة والمساواة، وتسليط الضوء على المساهمات الإيجابية للأشخاص ذوي الإعاقة بعيدًا عن التوظيف الدعائي.
الإعاقة ليست استعراضًا.. بل قضية حقوقية
تُؤكد الهيئات الحقوقية الموقعة على هذا البيان أن كرامة الأشخاص ذوي الإعاقة حق أساسي غير قابل للمساومة، وأنه لا يجوز بأي شكل من الأشكال تقديم هذه الفئة في إطار الفرجة أو العاطفة، بل يجب تعزيز حضورهم كمشاركين فاعلين في المجتمع، وفق مقاربة حقوقية عادلة وشاملة.
حرر عن المنظمات والشبكات والاتحادات الحقوقية الموقعة أدناه.
🔹 معًا من أجل إعلام يحترم الكرامة وحقوق الجميع!