في خطوة تضامنية لافتة، أعلنت مؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية لموظفي الأمن الوطني عن صرف منحة مالية استثنائية لفائدة الأرامل والمتقاعدين من ذوي الدخل المحدود، في مبادرة تنبض بالوفاء لمن قدّموا حياتهم خدمة لأمن الوطن.
دعم مباشر لفئة هشّة: الأرقام تتحدث بلغة التضامن
الدفعة الأولى من هذه المنحة استهدفت:
- 4226 أرملة لا يتجاوز معاش الواحدة منهن 2000 درهم شهرياً.
- 572 متقاعداً ومتقاعدة لا يتعدى معاشهم 2500 درهم.
وقد جرى تحويل المساعدات مباشرة إلى الحسابات البنكية للمستفيدين ابتداءً من الأربعاء 9 يوليوز 2025، بعد تنسيق محكم مع الصندوق المغربي للتقاعد، لضمان وصول الدعم بسرعة ودون عراقيل.
توجيهات حموشي… البعد الاجتماعي في صلب المؤسسة الأمنية
تندرج هذه المبادرة في إطار التوجيهات الصادرة عن المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني، السيد عبد اللطيف حموشي، الذي يولي عناية خاصة للجانب الاجتماعي لأسرة الأمن، سواء الفاعلين الحاليين أو المتقاعدين.
وتعكس هذه الالتفاتة الرغبة في تحسين الأوضاع الاجتماعية وتعزيز مبادئ التضامن وردّ الاعتبار لأرامل ومتقاعدي الأمن الوطني، ممن ساهموا في بناء منظومة الأمن والاستقرار في المملكة.
دفعة ثانية قيد الدراسة… لا أحد يُنسى
أعلنت المؤسسة أنها بصدد دراسة ملفات دفعة ثانية من المستحقين، ستشمل أرامل ومتقاعدين آخرين ممن يستوفون الشروط، وذلك في أفق صرف منحة جديدة قريباً.
هذه الخطوة تؤكد أن المؤسسة تتعامل بمنطق الاستمرارية، وليس بمنطق المبادرة الظرفية، ما يعزّز الثقة في العمل الاجتماعي المؤسسي طويل النفس.
قراءة في العمق: ما بعد الأرقام… كرامة لا تسقط بالتقادم
بعيدًا عن لغة الأرقام، تحمل هذه المبادرة رسالة رمزية وإنسانية بالغة العمق: أن من خدموا الوطن لا يُنسَون، وأن الوفاء لأراملهم ولشيخوختهم ليس تفضلاً، بل حقٌ مستحق.
وهي دعوة مفتوحة لباقي المؤسسات العمومية كي تسير على نفس النهج، وتُفعل مبدأ “لا أحد يُنسى بعد العطاء” بشكل ممنهج، دائم، وعادل.