تشهد منصات التواصل الاجتماعي عاصفة غضب واحتجاجات رقمية، بعد التحديث الجديد الذي شهده تطبيق “My CNSS” التابع للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي.
فبدلاً من تسهيل الخدمات، تسبب التحديث في إغلاق الأبواب أمام آلاف المرتفقين، محرمًا إياهم من الولوج إلى حساباتهم والاستفادة من حقوقهم الاجتماعية.
NFC… عقبة تقنية تُقصي كبار السن وسكان القرى
المشكل بدأ عندما أصبح الدخول إلى التطبيق مشروطًا بتوفر الهواتف الذكية الداعمة لتقنية “NFC”، وهو ما وصفه كثيرون بـ”الشرط المجحف”، نظرًا لكونه يستثني شريحة واسعة من المواطنين، من كبار السن، وساكنة العالم القروي، وذوي الدخل المحدود، ممن لا يملكون أجهزة بمواصفات متقدمة.
توثيق رقمي… وغضب جماعي
عشرات الشكايات الرقمية والتدوينات الغاضبة غزت الشبكات الاجتماعية، حيث عبّر المتضررون عن استيائهم من تعطل الخدمات الحيوية مثل:
- طلب الوثائق الإدارية،
- تتبع الملفات الطبية،
- الحصول على التعويضات العائلية،
- وخدمات التأمين الإجباري عن المرض.
وذهب البعض أبعد من ذلك، واصفين الأمر بـ”الإقصاء الرقمي الممنهج”، الذي يُغفل عمق الفجوة الرقمية والاجتماعية في المغرب.
احتجاجات المهنيين.. المحاسبون في ورطة
الارتباك لم يكن حكرًا على المرتفقين الأفراد، إذ امتد ليشمل المحاسبين والمهنيين، الذين اشتكوا من صعوبة الولوج إلى حساباتهم المهنية، ما أدى إلى تعطيل التصريحات الإدارية والمالية، ورفع من مخاطر تجاوز الآجال القانونية والغرامات المترتبة.
مطالب مستعجلة: نسخة خفيفة أو رجوع للموقع
وسط هذه الأزمة الرقمية، ارتفعت أصوات تطالب بـبدائل مرنة وواقعية، من أبرزها:
- إطلاق نسخة مبسطة من التطبيق لا تتطلب مواصفات تقنية عالية،
- أو الحفاظ على إمكانية الولوج الكامل عبر الموقع الإلكتروني دون قيود إضافية.
رقمنة بلا إقصاء.. والانتظار سيد الموقف
في انتظار توضيح رسمي من إدارة CNSS، يبقى السؤال العالق: هل يُمكن لتحول رقمي يُقصي آلاف المواطنين أن يحقق هدف تقريب الإدارة من المواطن؟
الجواب قد يحدد مستقبل الثقة في الرقمنة العمومية، ويعيد رسم ملامح العلاقة بين الدولة والمواطن في العصر الرقمي.