من زاكورة للرباط فـ أسبوع.. ولاد درعة تافيلالت كيدوزو “اختبار الصبر” قبل مباريات الكفاءة!

ليلى المتقي20 يوليو 2025آخر تحديث :
من زاكورة للرباط فـ أسبوع.. ولاد درعة تافيلالت كيدوزو “اختبار الصبر” قبل مباريات الكفاءة!

التفوق لا يكفي… معاناة تبدأ بعد النجاح

في كل صيف، وبينما تحتفل عائلات بتفوق أبنائها في امتحانات الباكالوريا، تبدأ في درعة تافيلالت فصول معاناة لا تطاق.

هناك، حيث اجتهد التلاميذ طيلة عام دراسي شاق، لا يكون النجاح في الامتحان نهاية المطاف، بل بداية لرحلة مرهقة، مجحفة، ولا إنسانية عبر مدن المملكة، فقط من أجل اجتياز مباريات الولوج إلى المدارس والمعاهد العليا.

من زاكورة إلى الرباط… “ماراثون” بلا شفقة ولا عدالة

تخيلوا تلميذا من زاكورة أو تنغير أو الراشيدية، يُطلب منه أن يكون اليوم في كلية الطب بالراشيدية، وغدًا في الرباط، ثم في أكادير، فمراكش، فمكناس أو الدار البيضاء… خمسة مدن في أقل من أسبوع، تحت شمس حارقة، وبميزانية تعجز عنها الأسر المتوسطة، فما بالك بالمعوزة.
هل هذا اختبار للجدارة الأكاديمية، أم مباراة في التحمل البدني والنفسي والاجتماعي؟

تكافؤ الفرص… الشعار الذي سقط في الطريق

ما يحدث لا يمكن اختزاله في خلل تقني أو مجرد ضعف تنسيق. إنه صورة فاضحة لانعدام العدالة المجالية، وانهيار مبدأ تكافؤ الفرص، الذي يفترض أن يكون حجر الزاوية في المنظومة التعليمية.

كيف نقنع شابا متفوقا بأن الدولة معنية بمستقبله، وهي تتركه يتنقل كـ”لاجئ تربوي” بين المدن؟

كيف نحفزه على الاستمرار، وهو يكتشف منذ أول محطة أن مغربه غير مغرب زملائه؟ مغرب في الهامش، مغرب “غير نافع.

أزمة تخطيط أم غياب إرادة؟

المشكل أعمق من مجرد برمجة سيئة. هو خلل بنيوي في التخطيط التربوي، يُعاد إنتاجه كل سنة بنفس الصيغة وبنفس المعاناة، دون مراعاة للخصوصيات الجغرافية أو الاجتماعية.

لا مراكز جهوية، لا جدولة منصفة، لا منصات رقمية حقيقية، ولا حتى حس إنساني يضع الطالب في قلب المعادلة.

أين هي الجهوية؟ وأين ذهبت الرقمنة؟

نُكثر من الحديث عن الجهوية المتقدمة ورقمنة الإدارة، لكننا نُجبر أبناء مناطق بأكملها على شد الرحال وكأنهم يعيشون في مغرب آخر.

أليس من حق زاكورة، تنغير، الراشيدية أن يكون لها مركز موحد؟

أو على الأقل، أن يُمكَّن تلاميذها من الترشح رقميا، كباقي الدول التي تحترم ذكاء شبابها؟

إلى متى…؟

ما نحتاجه ليس تبريرات إضافية، بل شجاعة سياسية وتربوية تعيد ترتيب الأولويات:

  • امتحانات موحدة وطنية حسب التخصص.
  • مراكز جهوية قارة للامتحانات.
  • منصات رقمية عادلة وفعالة.

نحتاج إلى إرادة حقيقية تترجم شعارات الدولة إلى أفعال… أما غير ذلك، فهو مجرد إعادة إنتاج لمأساة موسمية، ضحاياها شباب لا يطلبون أكثر من حقهم في الحلم.

أما بعد، فالمعاناة مستمرة…
ما لم يُسمع الصوت، وما لم تتحول صرخة درعة تافيلالت إلى قضية وطنية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة