في خطوة استراتيجية لتعزيز قدرات القوات الجوية الملكية المغربية، أفادت مصادر إعلامية بأن المملكة ستستبدل أسطولها الحالي من طائرات التدريب الفرنسية-الألمانية Alpha Jet بطائرات التدريب النفاثة المتقدمة L-15 Falcon الصينية. من المتوقع أن تُحسن هذه الطائرات الجديدة من أداء الطيارين العسكريين المغاربة، وتؤكد على الروابط الجيوستراتيجية المتنامية بين المغرب والصين.
الأداء المتفوق لطائرات L-15 Falcon
اختيار المغرب للطائرة L-15 Falcon جاء بناءً على أدائها المتفوق مقارنة بالطائرات التقليدية، بالإضافة إلى الفوائد الجيوستراتيجية التي توفرها. تُعرف L-15 Falcon أيضًا بهونغدو JL-10، وهي طائرة تدريب نفاثة متقدمة تتمتع بقدرة على الطيران بسرعات تفوق سرعة الصوت. تم تطوير الطائرة بواسطة شركة هونغدو لصناعة الطيران الصينية لتلبية احتياجات التدريب العسكري المتقدم، كما يمكن استخدامها كطائرة قتال خفيفة.
تاريخ وتطوير الطائرة L-15
بدأت عملية تطوير L-15 في عام 2000 عندما بدأت شركة AVIC II الصينية بتصميم طائرات التدريب لصالح جيش التحرير الشعبي الصيني. بالتعاون مع مكتب تصميم ياكوفليف الروسي، تم تطوير الطائرة تدريجيًا، وأجرت أولى رحلاتها في 13 مارس 2006. النسخة الأسرع من الصوت L-15B ظهرت في عام 2017، وتتميز بمحركات متطورة وقدرة عالية على المناورة.
المزايا التقنية للطائرة L-15
تتمتع طائرات التدريب L-15 بعدد من الميزات التقنية التي تجعلها مثالية لمهام التدريب القتالي. فهي مزودة بنظام تحكم طيران إلكتروني (FBW) وقمرة قيادة زجاجية، مما يعزز من قدرة الطيارين على التعامل مع المهام المعقدة. النسخة L-15B من الطائرة يمكنها الوصول إلى سرعة 1.4 ماخ، وتحتوي على أحدث الأنظمة الرادارية من نوع P، مما يعزز من قدراتها على تنفيذ مهام قتالية معقدة. تتضمن الطائرة مواد مركبة في 25% من مكوناتها، مما يمنحها متانة استثنائية ويزيد من عمرها التشغيلي إلى 10,000 ساعة طيران.
إقبال عالمي على طائرة L-15
منذ بدء تطويرها، لاقت طائرة L-15 إقبالًا عالميًا كبيرًا. في عام 2014، طلبت زامبيا 6 طائرات من طراز L-15Z، وتم تسليمها في 2016 و2017. أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة في فبراير 2022 عن نيتها شراء 12 طائرة L-15، مما يعكس الثقة المتزايدة في قدرات هذه الطائرة المتقدمة.
تعزيز التعاون العسكري بين المغرب والصين
اختيار المغرب لطائرات التدريب L-15 يعكس تعزيز العلاقات العسكرية بين الرباط وبكين، حيث تعتبر هذه الطائرة بديلاً متطورًا وفعالًا من حيث التكلفة مقارنة بطائرات التدريب التقليدية. من خلال هذه الصفقة، يسعى المغرب إلى رفع مستوى قدرات جيشه الجوي وتقديم حلول فعالة لمتطلبات التدريب العسكري.
