جدل واسع تفجر حول مباريات التوظيف بوزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الشباب، بعد أن طالبت التنسيقية الوطنية لخريجي المعهد الملكي لتكوين الأطر بفتح تحقيق وطني مستقل ونزيه، وإلغاء نتائج مباريات التوظيف المنظمة في 16 مارس و15 يونيو 2025، بسبب ما وصفته بـ”خروقات خطيرة” ضربت مبدأ الاستحقاق في العمق.
اتهامات بالتلاعب.. و”أبناء الموظفين” يسيطرون على قوائم الناجحين؟
في بيان شديد اللهجة توصلت به جريدة “العمق”، اتهمت التنسيقية الوزارة بـ”اغتيال آمال الكفاءات الوطنية”، و”الإجهاز على أحلام الشباب المغربي”، معتبرة أن مباريات التوظيف في قطاع الشباب منذ 2021 باتت رهينة لـ”الزبونية والولاءات الحزبية الضيقة”.
وسجّل البيان ما وصفه بـ”اختلالات بنيوية” شابت مباراة 16 مارس، من أبرزها:
- انحصار لوائح الناجحين في أبناء وبنات موظفي القطاع.
- قبول مترشحة دون توفرها على شرط الإجازة.
- إدراج لائحة جديدة للمرشحين الشفويين دون إعلان رسمي.
- إجراء مقابلات شفوية عن بُعد دون سند قانوني.
وفي مباراة 15 يونيو، تقول التنسيقية إن الممارسات تكررت بل و”تكرّست”، مشيرة إلى:
- إعداد مسبق للنتائج.
- استعمال هواتف داخل قاعات الامتحان.
- تدخلات “غير معلنة” دعمت مرشحين بعينهم.
- إعلان النتائج النهائية بعد ساعة فقط من انتهاء آخر اختبار شفوي.
المعهد الملكي من “مُكوِّن” إلى “منتِج للبطالة”؟
وصفت التنسيقية وضعية خريجي المعهد الملكي لتكوين الأطر بـ”المنكوبة”، معتبرة أن المعهد تحوّل إلى “منتج للبطالة” بدل أن يكون بوابة للاندماج المهني.
ودعت إلى إعادة تنظيم المباريات الملغاة بإشراف جهة مستقلة، ومراجعة آليات التوظيف، وسن قوانين صارمة لمحاربة التلاعب، وزيادة المناصب المالية المخصصة للقطاع، كما ناشدت الملك محمد السادس التدخل لـ”إنصاف الكفاءات الوطنية وصون كرامة الشباب”.
وزارة الشباب ترد: الاتهامات “مغلوطة” وتحركها دوافع شخصية
في المقابل، نفى مصدر مسؤول من داخل وزارة الشباب والثقافة والتواصل، في تصريح لجريدة “العمق”، كل الاتهامات، معتبراً إياها “عارية من الصحة”، وأكد أن:
- عملية التسجيل تخضع لتدقيق من وزارة المالية.
- لا يُسمح للمترشحين باجتياز المباراة دون توفر شرط الإجازة.
- أبناء الموظفين ليسوا محرومين من التباري، فهم مواطنون مغاربة.
وكشف المصدر أن خلفية البيان تعود إلى محاولة أحد الأشخاص داخل المعهد توظيف “ابن أخت زوجته”، وهو طلب قوبل بالرفض، ما دفعه – وفق الرواية الرسمية – إلى “التحريض على إصدار البيان”.
وأكد المسؤول أن غالبية أطر المعهد لا ينتمون للتنسيقية، وأن التوظيف مفتوح لكل الكفاءات المؤهلة من مختلف الجامعات والمعاهد، رافضًا حصره في مؤسسة واحدة.
الوزارة تتوعد المتلاعبين إن وُجدوا: “لن نتهاون مع أي تجاوز”
ختم المصدر حديثه بالتأكيد على أن الامتحانات مرت في أجواء شفافة ومنظمة، مشددًا على أن الوزارة ستتحرك فورًا في حال التأكد من وجود خروقات مثبتة، وأنها “لن تتهاون مع أي طرف يثبت تورطه”.
