إعداد : نبيل أخلال
في مشهدٍ مؤثر جمع الوطنية بالعطاء الإنساني، احتضن فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة وجيش التحرير بالحسيمة، صباح الثلاثاء 11 نونبر، احتفالًا مميزًا بالذكرى الخمسينية للمسيرة الخضراء المجيدة، نظمته جمعية الأمان لأطفال الثلاثي الصبغي وجمعية تمكين للأطفال ذوي الإعاقة، بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمديرية الإقليمية للتعاون الوطني، وبدعم من المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير.

المسيرة الخضراء.. ذاكرة وطنية بلغة البراءة
جاء هذا الاحتفال الوطني ليعيد إلى الواجهة القيم التي صنعت ملحمة المسيرة الخضراء، لكن بعيونٍ مختلفة هذه المرة: عيون أطفال التحدي والإصرار.
تنوعت فقرات الحفل بين الأناشيد الوطنية والعروض الرمزية التي جسدت روح الانتماء والاعتزاز بالوطن، في مشاهد مؤثرة عبّرت عن قدرة الفئات الهشة على المساهمة في تخليد الذاكرة الوطنية بروحٍ من الفخر والكرامة.

حدث وطني في زمن “عيد الوحدة”
يأتي هذا اللقاء في سياق وطني ودولي خاص، عقب مصادقة مجلس الأمن الدولي على مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، وإقرار 31 أكتوبر عيدًا وطنيًا جديدًا تحت اسم “عيد الوحدة”.
خطوةٌ وصفتها الجمعيات المشاركة بأنها انتصارٌ للدبلوماسية المغربية، وتجسيدٌ للإجماع الوطني حول قضية الصحراء المغربية، ما أضفى على احتفال الحسيمة رمزية مضاعفة، تجمع بين الذاكرة والمستقبل.
مشاركة واسعة.. ورسائل إنسانية عميقة
شهد الحفل حضورًا وازنًا لممثلي جمعيات تُعنى بالأطفال ذوي الإعاقة، من بينها جمعية ملاك ممثلة بالسيدتين سهام بولعيون وفرح، وجمعية صوريف ممثلة بالسيد نور الدين والسيدة فاطمة، وجمعية طيور الجنة ممثلة بالسيدة فاطمة.
كما حضر السيد المدير الإقليمي للتعاون الوطني بالحسيمة إلى جانب السيد محمد لكحل، في مبادرة دعمٍ واضحة لجهود المجتمع المدني في تمكين الأطفال ذوي الإعاقة وتعزيز اندماجهم في النسيج الوطني.

من الاحتفال إلى الالتزام
عبّر المنظمون عن امتنانهم العميق لكل من ساهم في إنجاح هذا الموعد الوطني، مؤكدين أن تخليد المسيرة الخضراء ليس مجرد تذكّرٍ لماضٍ مجيد، بل هو تجديدٌ للعهد على الاستمرار في البناء والتضامن.
وأكدوا أن الاحتفال هذه السنة يكتسي بعدًا إنسانيًا خاصًا، لأن الوطنية الحقيقية تُقاس بمدى إشراك الجميع، خاصة الفئات الهشة، في صناعة الأمل والمستقبل.















