الحسيمة – نبيل أخلال
احتضنت مدينة إمزورن، زوال الثلاثاء 29 يوليوز 2025، ندوة فكرية متميزة ضمن فعاليات الدورة الثانية لمهرجان إمزورن للثقافة والتراث، تخليدًا للذكرى الـ26 لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله على عرش أسلافه الميامين.
قاعات الفكر تنبض بالحياة في دار الشباب
الندوة نُظّمت تحت عنوان لافت: “دور الصناعات الثقافية وتثمين التراث في تعزيز التنمية السياحية“، وعرفت تنظيمًا مشتركًا بين جمعية الريف للثقافة والتنمية والأعمال الاجتماعية، بشراكة مع:
- مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة
- جماعة إمزورن
- المندوبية الإقليمية لوزارة الثقافة بالحسيمة
- الجمعية الإقليمية لدعم أنشطة القرب
وقد احتضنتها قاعة دار الشباب بإمزورن، التي تحوّلت خلال ساعات إلى فضاء حي للنقاش والتفكير الجماعي.
أصوات متنوعة، رؤى متقاطعة
عرفت الندوة مشاركة ثُلة من الفاعلين الثقافيين والخبراء، منهم:
- محمد مودن، مدير دار الثقافة بالحسيمة
- عبد الكريم صديق، أستاذ متقاعد وفاعل جمعوي
- خالد استونيا، إطار بجماعة الحسيمة ورئيس جمعية الحسيمة للتنمية الاجتماعية
- إلياس البقالي، مدير مهرجان إمزورن للثقافة والتراث
وقد أشرف على تسيير الجلسة الأستاذ عبد الصادق أفقير، الذي قدّم الضيوف وأدار الحوار بروح من المهنية والهدوء الفكري، وسط تفاعل لافت من الحضور.
الثقافة كرافعة تنموية… وليست مجرد ترف
المتدخلون أجمعوا على أن الصناعات الثقافية ليست فقط تعبيرات إبداعية، بل أدوات اقتصادية حقيقية قادرة على خلق فرص عمل، وتحريك عجلة التنمية، خاصة في المناطق التي تزخر بإرث حضاري غني كمنطقة الريف.
كما شددوا على ضرورة إدماج الثقافة في السياسات التنموية، واعتماد مقاربات محلية تضع التراث المادي واللامادي في صلب النموذج التنموي.
ترسيخ الهوية وتعزيز السياحة المستدامة
نقاشات الندوة سلطت الضوء على أهمية تثمين التراث المحلي، ليس فقط كعنصر هوياتي، بل كأصل اقتصادي قادر على جذب السياح، وخلق تجارب سياحية قائمة على الأصالة والاحترام البيئي والثقافي.
مهرجان إمزورن… أكثر من احتفال، هو مشروع ثقافي مستدام
تندرج هذه الندوة ضمن رؤية مهرجان إمزورن للثقافة والتراث، الذي يسعى إلى أن يكون أكثر من مجرد تظاهرة احتفالية، بل منصة فكرية لتعزيز الحوار حول قضايا الثقافة والتنمية والهُوية، وإشراك مختلف الفاعلين في رسم ملامح المستقبل الثقافي للمنطقة.