كشف تقرير حديث صادر عن المنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO) عن تحقيق المغرب تقدمًا ملحوظًا في مجال البراءات الممنوحة لعام 2023، حيث بلغ عدد البراءات 644 براءة، بزيادة قدرها 65 براءة مقارنة بالعام السابق، في إشارة واضحة إلى النمو المستمر في الابتكار المحلي وجاذبية المغرب كوجهة للبحث والتطوير.
تفاصيل البراءات: مزيج من المحلي والدولي
من بين البراءات الممنوحة، حصل المقيمون في المغرب على 142 براءة، فيما ذهب النصيب الأكبر، 502 براءة، إلى غير المقيمين.
يعكس هذا التوزيع ثقة المستثمرين الدوليين في المناخ الابتكاري بالمغرب، كما يعزز مكانة المملكة كوجهة رئيسية للابتكار على المستوى العالمي.
طلبات البراءات: انخفاض طفيف وثقة ثابتة
على الرغم من انخفاض طفيف في إجمالي طلبات البراءات المسجلة، حيث بلغت 2,802 طلبًا مقارنة بـ2,913 طلبًا في العام السابق، إلا أن الطلبات المحلية أظهرت استقرارًا، مع تقديم 450 طلبًا من داخل المملكة.
أما على الصعيد الدولي، فقد بلغ عدد الطلبات المقدمة من غير المقيمين 2,074، مما يبرز استمرار اهتمام الشركات العالمية بالابتكار داخل المغرب.
التصاميم الصناعية: تميز عالمي
في قطاع التصاميم الصناعية، حقق المغرب إنجازًا لافتًا باحتلاله المرتبة الخامسة عالميًا في عدد التصاميم الصناعية المسجلة مقارنة بالناتج المحلي الإجمالي، مسجلاً 1,341 تصميمًا لكل 100 مليار دولار.
هذا الأداء يضع المغرب ضمن نخبة الدول الرائدة مثل الصين وكوريا الجنوبية، ويبرز ديناميكية القطاع الصناعي المغربي.
العلامات التجارية: الحماية الدولية تزداد قوة
فيما يخص العلامات التجارية، أظهر المغرب توجهًا قويًا نحو الحماية الدولية، حيث مثلت الطلبات الدولية 15.2% من إجمالي الطلبات. يعكس هذا التوجه طموح الشركات المغربية لتعزيز تنافسيتها عالميًا، مما يتماشى مع رؤية المملكة للنهوض بالاقتصاد الوطني.
تحديات إدارية وجهود مستمرة
رغم هذه الإنجازات، تبرز تحديات تتعلق بمدة معالجة طلبات البراءات، التي بلغ متوسطها نحو 23.1 شهرًا.
ومع ذلك، تعمل الجهات المعنية على تحسين الكفاءة الإدارية لتسريع الإجراءات، مما يبشر بمزيد من التقدم في السنوات المقبلة.
توازن بين الابتكار المحلي والانفتاح الدولي
ما يميز التجربة المغربية هو التوازن الفريد بين تعزيز الابتكار المحلي وجذب الاستثمارات الدولية. في الوقت الذي تعتمد فيه دول أخرى على براءات الاختراع الأجنبية بشكل كبير، يواصل المغرب تعزيز قدراته الابتكارية مع الحفاظ على مكانته كوجهة جذابة للاستثمارات.
رؤية مستقبلية نحو الابتكار والنمو
تؤكد هذه النتائج أن المغرب يمضي بخطى ثابتة نحو تعزيز بيئته الابتكارية وجذب الاستثمارات، مما يعزز موقعه كدولة رائدة في مجال الملكية الفكرية والتنمية المستدامة.
