بقلم ياسين فنان
في رحلة تمتد من سطات إلى بنسليمان ثم البيضاء، تعود “الأرواح الغيوانية” لتسكن مسارح الجهة وتُحيي ذاكرة فنية جماعية، من خلال الدورة الثانية لمهرجان “أرواح غيوانية”، بتنظيم مشترك بين وزارة الشباب والثقافة والتواصل ومجلس جهة الدار البيضاء سطات، ضمن رؤية شاملة لتطوير العرض الثقافي وتثمين التراث الفني المغربي الأصيل.
من سطات تنبع الروح: انطلاقة بأسطورة “مسناوة“
30 و31 ماي – المركز الثقافي بسطات
ينطلق المهرجان من مدينة سطات، حيث يصدح مسرح المركز الثقافي بأصوات مجموعة “مسناوة“، التي تعود بجمهورها إلى جذور الأغنية الغيوانية المنغرسة في تربة الشاوية، بألحان مستوحاة من السواكن وأغاني “الوترة” وأهازيج النساء القرويات.
كما ترافق “مسناوة” في هذه الأمسية مجموعات شابة تواصل حمل المشعل الغيواني، أبرزها:
- مجموعة “اللمة“ بقيادة الباحث والفنان مراد المهوري
- مجموعة “جورة“ بطاقمها الفني المتجدد
في اليوم التالي، تصعد إلى الركح:
- مجموعة “السهام“ بصوتها الملتزم
- “بنات الغيوان“ بقيادة احميدة الباهري
- “حفاد الغيوان“ برؤية الفنان محسن أبو الزين
بنسليمان: حيث الأصالة تلتقي بالتجديد
5 و6 يونيو – بنسليمان
تشهد المدينة لقاءً أسطورياً بين الحاضر والماضي، من خلال سهرتين تحضرهما أسماء لامعة:
- “ناس الغيوان“ بقيادة عمر السيد
- “أولاد السوسدي“ بوراثة شعرية لمحمد السوسدي
- “أفريكا سلم“
وفي اليوم التالي، يتجدد اللقاء مع:
- “لمشاهب“ بأصواتها الأصيلة
- “جنان الغيوان“ القادمة من بوزنيقة
- “العاشقين“ من حي سيدي عثمان
- “صابا قدوس“ بنسختها الغيوانية المتطورة
البيضاء: مسك الختام بلون السامفونية الغيوانية
13 و14 يونيو – الدار البيضاء
الختام لا يقل بريقاً، حيث تستقبل البيضاء:
- مجموعة “تكدة“ برصيدها الحافل منذ 1972
- الفنان محمد الدرهم ونبيل الخالدي في فقرة غيوانية مشتركة
- ثم الحفل الختامي الكبير:
عرض موسيقي سامفوني بمشاركة أكثر من 50 موسيقياً، يقوده المايسترو مولاي رشيد الركراكي، ويرافقه عمالقة مثل: - “ناس الغيوان“
- “لمشاهب“
- عبد الكريم القسبجي (جيل جيلالة)
أكثر من موسيقى: الثقافة في قلب المهرجان
المهرجان لا يقتصر على السهرات الغنائية، بل يشمل:
- يوم دراسي حول حقوق المؤلف والحماية الاجتماعية للفنانين
- ندوة فكرية بشراكة مع مؤسسة الطيب الصديقي للثقافة والإبداع
الهدف: إحياء التراث الغيواني بمقاربة تجمع بين الفن، البحث الأكاديمي، والحقوق المهنية.
“أرواح غيوانية”: مهرجان بروح وطن وأصوات شعب
بهذا الزخم الفني والبعد الثقافي والالتزام الاجتماعي، تتحول الدورة الثانية من “أرواح غيوانية” إلى ما يشبه رحلة جماعية في الذاكرة الشعبية المغربية، حيث تتجدد الروح، ويتوارث الفن، وتكتب جهة الدار البيضاء سطات فصلاً جديداً في دفتر الهوية الفنية الوطنية.
