مناجم المغرب: من الفوسفات إلى الكوبالت… ثروة تعدينية تدفع المملكة نحو صدارة الاقتصاد الأخضر

أميمة القاسمي2 يونيو 2025آخر تحديث :
مناجم المغرب: من الفوسفات إلى الكوبالت… ثروة تعدينية تدفع المملكة نحو صدارة الاقتصاد الأخضر

بات قطاع التعدين في المغرب أحد ركائز الاقتصاد الوطني، مدفوعًا بتنوع معدني نادر يضم الفوسفات، النحاس، الكوبالت، الفضة، وحتى الذهب، وسط إقبال متزايد من الاستثمارات الكبرى وتعزيز متواصل للاستدامة والابتكار.

الفوسفات في الصدارة… لكن المغرب أكثر من مجرد “منجم عالمي

لا يخفى أن المغرب يحتل موقعًا رياديًا عالميًا في إنتاج الفوسفات، غير أن الثروة المعدنية المغربية تتجاوز الفوسفات بكثير، وتشمل معادن استراتيجية تدخل في صلب التحولات الصناعية والطاقية التي يعرفها العالم اليوم، ما يجعل المملكة وجهة مغرية للاستثمارات الدولية.

 5مناجم رائدة… محركات اقتصادية وتكنولوجية

  1. خريبكة: قلب الفوسفات المغربي

يُعد منجم خريبكة حجر الأساس في منظومة OCP، إذ يساهم بما يقارب 70% من إنتاج الشركة.

منذ انطلاقه سنة 1921، شهد تطورًا تقنيًا متسارعًا، ويُربط بميناء الجرف الأصفر عبر أطول أنبوب نقل فوسفات بالجاذبية في العالم، مما يُقلل الكلفة البيئية واللوجستية.

  1. الكنتور (ابن جرير واليوسفية): ابتكار في خدمة الأرض

تتكوّن منطقة الكنتور من منجمين رئيسيين:

  • ابن جرير: بدأ الإنتاج في نهاية السبعينات ويُوظف تقنيات “التعويم العكسي” لفصل المعادن بكفاءة.
  • اليوسفية: ثاني أقدم منجم بعد خريبكة، دخل الخدمة عام 1931.

يمثلان معًا نحو 37% من احتياطي الفوسفات المغربي، ويؤسسان لنهج OCP التكنولوجي والتنموي المستدام.

  1. بوعازر: الكوبالت المغربي يخترق الأسواق العالمية

في قلب الجنوب المغربي، يشتهر منجم بوعازر بإنتاج الكوبالت النقي المستخدم في بطاريات السيارات الكهربائية والهواتف الذكية.

تُشرف عليه مجموعة “مناجم” وتزود به شركات عالمية كبرى مثل BMW، في ظل التزام معلن بالمعايير البيئية العالمية رغم التحديات المحيطة.

  1. إميضر: فضة المغرب تلمع في تنغير

من أقدم المناجم النشيطة في إفريقيا، يُعتبر منجم إميضر مصدرًا رئيسيًا لإنتاج الفضة النقية.

تديره شركة SMI ويُشكل رافعة اقتصادية لإقليم تنغير من خلال تشغيل المئات والمساهمة في تطوير البنية التحتية المحلية.

  1. تيزرت: نحاس رقمي من قلب الأطلس

مشروع مستقبلي ضخم في إقليم تارودانت، يُعد منجم تيزرت أحد أبرز مشاريع النحاس في إفريقيا.

تتوقع مجموعة “مناجم” أن يصل إنتاجه إلى 3.6 مليون طن سنويًا، مع طموح لأن يكون أول منجم نحاس رقمي بالكامل بفضل شراكتها مع شركة Epiroc العالمية.

نحو تعدين أخضر… الابتكار يصنع الفارق

يتجه المغرب بقوة نحو رقمنة قطاع التعدين وتبني تكنولوجيا منخفضة الانبعاثات، بهدف تقليل الأثر البيئي وتعزيز الكفاءة.

وتعكس هذه الخطوة تحولًا استراتيجيًا في إدارة الموارد الطبيعية بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة.

التعدين المغربي: أكثر من مجرد أرقام

تُساهم هذه المناجم بشكل مباشر في:

  • خلق الآلاف من فرص العمل
  • دعم البحث العلمي والتقني
  • تطوير المناطق المحيطة
  • تعزيز مكانة المغرب كفاعل حاسم في سلاسل الإمداد العالمية لموارد الطاقة النظيفة

السؤال المطروح: هل تكفي هذه الدينامية لتحقيق تنمية مستدامة حقيقية؟

رغم المؤشرات الإيجابية، تظل التحديات البيئية، ندرة الموارد المائية، والمطالب المجتمعية مطروحة بقوة.

وهو ما يفتح الباب للنقاش حول قدرة هذا القطاع الحيوي على تحقيق تنمية عادلة، خضراء، وشاملة في مختلف جهات المملكة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة