إعداد: نبيل أخلال
في خطوة غير مسبوقة، أعلنت السلطات الإقليمية بالحسيمة عن سلسلة من التدابير الاستثنائية التي تقضي بمنع جميع الأنشطة المرتبطة بعيد الأضحى، وعلى رأسها إغلاق الأسواق الأسبوعية في وجه تسويق الأغنام، ومنع بيع الأكباش في الأماكن العمومية.
عيد بلا شعلة ولا فحم: إجراءات تطال حتى أدوات الشواء
القرار يشمل كذلك وقف تسويق أدوات الشواء والفحم، التي عادة ما تشهد إقبالًا كبيرًا قبيل العيد، ما يعكس جدية السلطات في تنفيذ تعليمات وزارة الداخلية الرامية إلى الحد من عمليات ذبح الأضاحي هذه السنة، حمايةً للثروة الحيوانية.
القطيع تحت التهديد: الجفاف، الأعلاف، والأمراض
يأتي هذا التحرك في ظل ظروف استثنائية يعاني فيها القطيع الوطني من ضغوط الجفاف وارتفاع أسعار الأعلاف، إلى جانب مخاوف من انتشار أمراض حيوانية قد تهدد سلامة القطيع والمستهلك على حد سواء.
الاستباق بدل الانهيار: نحو استقرار فلاحي واجتماعي
السلطات تسعى من خلال هذه الإجراءات إلى ضبط السوق، ومحاربة المضاربات، والتخفيف من حدة التوتر الاجتماعي، خصوصًا في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها عدد من المواطنين. القرار يندرج ضمن رؤية وقائية لضمان استقرار المنظومة الفلاحية الوطنية.
توجيهات ملكية… وأولوية للثروة الحيوانية
الإجراءات الأخيرة تأتي انسجامًا مع التوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الداعية إلى اتخاذ خطوات حاسمة لحماية الثروات الوطنية، وعلى رأسها الثروة الحيوانية، مع مراعاة التوازن بين الأمن الاقتصادي والاجتماعي، خاصة بالمناطق المتضررة من التغيرات المناخية.
عيد التضحية… بالتضحية
بعيدًا عن الطقوس المعتادة، يحمل عيد الأضحى هذا العام في الحسيمة رسالة مختلفة: أحيانًا، تكون التضحية الحقيقية في حماية ما تبقى، وليس في ذبح ما لا يمكن تعويضه.