سياحة بلا كرامة في قلب عروس الشمال
في قلب تطوان، حيث تتقاطع الجمالية الأندلسية مع الحركة السياحية النشطة، يتكرر سؤال واحد يُحرج الزوار ويكشف ثغرة فادحة في البنية التحتية:
“فين غنمشي؟”… سؤال لا يبحث عن مغامرة جديدة، بل عن مرحاض عمومي!
ورغم تصنيفها ضمن أبرز الوجهات السياحية بالمغرب، تعاني تطوان من غياب شبه تام للمراحيض العمومية، في مشهد بات يحرج المجلس الجماعي ويطرح علامات استفهام حول الحد الأدنى من شروط الاستقبال اللائق.
مقاهي ومطاعم تتحول إلى “حلول اضطرارية“
زوار يدفعون ثمن فنجان قهوة من أجل مرحاض
يتنقل الزوار في شوارع تطوان وهم يبحثون عن أقرب مقهى، ليس من أجل الاستراحة أو تناول مشروب، بل لقضاء حاجة إنسانية بسيطة.
“رشيد.م”، سائح من فاس، يقول:
“كل مرة احتجت فيها مرحاضًا، كنت مضطرًا لطلب قهوة لا أحتاجها، فقط لاستعمال المرحاض… هذا غير منطقي في مدينة سياحية بحجم تطوان.”
أما “فاطمة الزهراء.ب”، مغربية مقيمة ببلجيكا، فوصفت الوضع بـ”المحرج”، خصوصًا حين تكون رفقة أطفال، وسط أماكن مكتظة لا توفر أي حلول إنسانية.
التبول في الأزقة… جرح في جمالية المدينة
ممارسات غير لائقة تعكس فشلًا في تدبير الفضاء العام
غياب المراحيض دفع بعض الزوار والسكان إلى سلوكيات تسيء للمدينة، مثل التبول في الشوارع العامة أو خلف المباني، في مشهد لا يليق بمدينة تستعد لاستضافة تظاهرات عالمية، ويقضي بها الملك محمد السادس عطله الصيفية سنويًا.
مراحيض مشيدة… لكن مغلقة!
من الهدر المالي إلى العبث الإداري
في مشهد أكثر إثارة، يتوفر كورنيش وادي مارتيل على مرحاضين عموميين تم تشييدهما منذ سنوات، لكن أبوابهما لا تزال موصدة في وجه المواطنين.
السبب؟ غياب الربط بشبكة الماء!
تفاصيل صغيرة تُكلف المدينة الكثير من صورتها وثقة ساكنتها.
المجلس الجماعي… نقاشات دون تنفيذ
مشاريع معلّقة ووعود لا تتجاوز محاضر الاجتماعات
رغم مناقشة الموضوع في اجتماع رسمي للجنة الشؤون الاجتماعية سنة 2023، لم يُسجّل أي تقدم ملموس.
الوعود بقيت حبيسة الأوراق، والمواطنون ما زالوا يواجهون إحراجًا يوميًا في قلب المدينة.
معارضة تسائل وتُحرج… أين الميزانية؟
مستشارة جماعية تدق ناقوس الخطر وتطالب بتوضيحات
المستشارة نجاة حمرية عن حزب العدالة والتنمية وجهت سؤالًا كتابيًا لرئيس الجماعة، تنتقد فيه “الغياب غير المبرر” للمراحيض العمومية، وتعتبره مسًا بكرامة المواطنين والزوار.
وساءلت المجلس عن الإجراءات العملية المتخذة، والميزانية المرصودة، وأسباب التأخر، مطالبة بخطة عمل واضحة ومؤطرة زمنيًا.
تطوان على مشارف تظاهرات عالمية… لكن بلا بنية تحتية
كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030 على الأبواب، والمراحيض مغلقة!
في وقت تستعد فيه تطوان لاستقبال آلاف الزوار خلال تظاهرات كبرى، أبرزها كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، تطرح البنية التحتية المهترئة، وعلى رأسها مرافق النظافة الصحية، تساؤلات عميقة حول جاهزية المدينة ومدى جدية التدبير المحلي.
