إعداد: سهيل القاضي
في لحظة احتفالية مليئة بالرمزية، رُفع اللواء الأزرق يوم الخميس 17 يوليوز 2025 فوق شاطئ الدالية، إيذانًا باستمراره ضمن نخبة الشواطئ المغربية النظيفة.
الحفل، الذي حضرته السلطات المحلية وممثلو مؤسسة طنجة المتوسط، لم يكن مجرد إجراء بروتوكولي، بل رسالة بيئية واضحة: الحفاظ على الشواطئ ممكن حين تتظافر الجهود.
اللواء الأزرق.. أكثر من مجرد لون
اللواء الأزرق، الذي تمنحه مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، لا يُمنح اعتباطًا. إنه شهادة تُمنح بشروط صارمة تتعلق بجودة المياه، ونظافة الشاطئ، والبنيات التحتية، والسلامة، والتوعية البيئية.
شاطئ الدالية لم يكتفِ بتحقيق هذه الشروط، بل تجاوزها برؤية تنموية شاملة تجمع بين البيئة، والمجتمع، والاقتصاد.
منذ 2015.. التزام متواصل لا يلين
منذ عشر سنوات، رافقت مؤسسة طنجة المتوسط شاطئ الدالية في مسار التحول نحو الجودة.
عبر تمويل البنيات الأساسية، ودعم لوجستي مستمر، وتنسيق فعّال مع شركاء محليين، صار الشاطئ اليوم وجهة صيفية آمنة ونظيفة تُحترم فيها كرامة المصطافين، وتُراعى فيها حاجيات الأسر، وذوي الاحتياجات الخاصة.
مقاربة تشاركية تنبض بالحياة
ما يميّز تجربة شاطئ الدالية هو انفتاحها على المجتمع المحلي. جمعيات، تعاونيات، متطوعون، شباب القرية… كلهم جزء من عملية التنظيم والتوعية.
فضاءات تُخصص للأنشطة الثقافية، والمنتوجات المجالية، والحرف التقليدية.
إنها تنمية بيئية واقتصادية في آنٍ واحد، تنقل ساكنة الدالية من الهامش إلى قلب الحركة.
البيئة مسؤولية مشتركة.. والتنمية ممكنة
رفع اللواء الأزرق مجددًا هو تتويج لقصة نجاح تُكتب جماعيًا، في منطقة طالما ظلت بعيدة عن الأضواء.
قصة تقول إن الاهتمام بالبيئة ليس ترفًا، بل خيارًا استراتيجيًا.
وإن الاستثمار في الشواطئ يمكن أن يتحوّل إلى رافعة حقيقية للتنمية القروية وفرص التشغيل.
الدالية.. تجربة قابلة للتكرار
تجربة شاطئ الدالية تصلح أن تكون نموذجًا يُحتذى به في مناطق أخرى. لأنها تبرهن أن حماية الشواطئ لا تتطلب فقط تمويلًا أو تجهيزات، بل رؤية تشاركية وشغف جماعي.
في زمن التغيرات المناخية وضغط السياحة، يبقى هذا النوع من النجاحات رسالة أمل في مستقبل بيئي أفضل.