إعداد: أمين دنون
في خطوة تعكس حجم التحديات التي يفرضها الإجهاد المائي على الساكنة، قاد عامل إقليم الرحامنة، السيد عزيز بونيان، صباح اليوم، زيارة ميدانية إلى مركز الحد راس العين، أطلق خلالها سلسلة من المشاريع المائية الحيوية، بحضور المنتخبين، السلطات المحلية، وممثلي المصالح الخارجية.
من أجل الحق في الماء: مشاريع استعجالية بعمق إنساني
تأتي هذه الزيارة في سياق البرنامج الاستعجالي لتدبير أزمة الماء، وهو برنامج يراهن على تأمين التزويد المستدام بالماء الصالح للشرب لفائدة الجماعات الترابية، وتخفيف الضغط المعيشي الناتج عن ندرة المياه، التي باتت تهدد الاستقرار البيئي والاجتماعي في المنطقة.
تحلية الأمل: محطة متنقلة تُنعش 14.500 نسمة
أبرز المشاريع التي أشرف العامل على تدشينها، تمثل في إنشاء محطة متنقلة لتحلية المياه بجماعة رأس العين، بطاقة إنتاجية تصل إلى 10 لترات في الثانية، وبتكلفة مالية ناهزت 6.8 ملايين درهم.
كما يتضمن المشروع حفر وتجهيز الآبار، ومد قنوات الضخ على مسافة 6 كيلومترات، ما من شأنه أن يضع حداً لمعاناة آلاف الأسر مع العطش، ويعيد للماء مكانته كحق أساسي لا يُؤجل.
204 دواراً على خارطة الحياة
الزيارة شكلت أيضاً فرصة لاستعراض باقي محاور البرنامج التنموي، من بينها مشروع ربط 204 دواراً بشبكات التزويد بالماء الصالح للشرب، إلى جانب مشاريع كبرى للفترة 2024 – 2027، تهم تعزيز الحفر، وتوسيع الشبكات، وتجهيز المنظومات المائية بما يضمن عدالة مجالية في التوزيع.
قيادة محلية تُراهن على الميدان لا المكاتب
وبروح من التقدير للمجهودات الميدانية، نوّه عامل الإقليم بقائد قيادة الحد راس العين، مشيداً بتفانيه ويقظته في تتبع المشاريع وضمان تنزيلها بالشكل المطلوب، مما يعكس التزام السلطات المحلية بجعل المواطن في صلب الاهتمام اليومي.
تجسيد للتعليمات الملكية السامية
وأكد السيد بونيان أن هذه المبادرات تأتي تنفيذاً للتوجيهات الملكية السامية، الرامية إلى ضمان الحق في الماء وتحسين جودة الخدمات الأساسية، داعياً مختلف المتدخلين إلى مضاعفة الجهود والتعبئة الميدانية لإنجاح هذه الأوراش التي تمس جوهر الحياة الكريمة.
أكثر من مشاريع… إنها رسائل أمل
لا تقتصر أهمية هذه الزيارة على الطابع التدشيني، بل تشكل منعطفاً تنموياً وإنسانياً حاسماً في مسار إقليم الرحامنة، حيث تُترجم الوعود إلى حلول واقعية، وتُترجم الخطابات إلى أنابيب ماء تصل للبيوت، في مشهد يعزز الثقة في الفعل العمومي المحلي، ويمنح السكان بارقة أمل حقيقية.