إعداد – نبيل أخلال
في قلب جبال الحسيمة، وتحديدًا بدوار أغزار إمزيرن التابع لجماعة تيفروين، تستعد الأرض لعناق موسم جديد من جني اللوز، وسط أجواء تفاؤل تعمّ الساكنة وتُنذر بمحصول وافر، بعد أشهر من التساقطات التي بعثت الحياة من جديد في التربة والقلوب.
مطر الخير يُعيد الروح لحقول اللوز
الفلاحون المحليون لا يُخفون فرحتهم بهذا الموسم الاستثنائي. فالأمطار التي تساقطت خلال الشهور الماضية لم تكن مجرد ظاهرة جوية عابرة، بل كانت شريان حياة أعاد للأشجار نضارتها، وحسّن من جودة الثمار بشكل لافت. هذا التحسن يُترجم مباشرة إلى تحسن في دخل الأسر، التي تعتمد على هذه الزراعة كمورد أساسي.
عدّاد الجني يبدأ العد التنازلي
في غضون أسبوع، ستنطلق عمليات جني اللوز، وستتحول الحقول إلى خلايا نحل من النشاط والحركة. الاستعدادات تجري على قدم وساق، سواء من حيث تنظيم اليد العاملة أو تجهيز وسائل النقل والتخزين، تحسبًا لتسويق المحصول داخل الإقليم وخارجه، خاصة مع تنامي الطلب على لوز المناطق الجبلية الذي يتميز بجودته العالية.
لوز تيفروين… ذهب الجبال الهادئ
لم تكن زراعة اللوز يومًا مجرد نشاط موسمي في تيفروين، بل هي جزء من هوية المكان. فالبيئة الملائمة، والتربة الخصبة، والتجربة المتوارثة من جيل إلى جيل، جعلت من شجرة اللوز عنوانًا لفلاحة محلية متجذرة، تحاكي صبر الجبل وكرم الأرض.
أمل في الدعم… واستثمار في الاستدامة
رغم هذا الموسم الواعد، يبقى الأمل معلقًا على دعم فعلي من الجهات المعنية، دعم يتجاوز الوعود نحو توفير إمكانيات التسويق، والتجهيز، والتكوين الفلاحي الحديث. فاللوز ليس فقط منتوجًا فلاحيا، بل مورد تنموي يحتاج إلى رؤية شمولية تحافظ على استدامته وتفتح آفاقه أمام شباب المنطقة.