أسدل الستار، مساء السبت، على فعاليات موسم مولاي عبد الله أمغار بإقليم الجديدة، أحد أعرق وأهم المواسم الدينية والثقافية في المغرب. نسخة هذا العام، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تحولت إلى فسيفساء نابضة بالحياة، جمعت بين الطقوس الروحية والعروض الفنية والتراث الشعبي.
أرقام قياسية وحضور جماهيري واسع
منذ انطلاقه في 8 غشت، استقطب الموسم أكثر من 450 ألف زائر، أقاموا في 42 ألف خيمة نصبت على امتداد فضاءاته الرحبة. الإقبال الكبير فاق التوقعات، وجعل من الموسم ملتقى لمختلف الشرائح المجتمعية، التي وجدت في أنشطته تنوعًا يعكس ثراء الهوية المغربية.
التبوريدة… قلب الموسم النابض
لم يحد الموسم عن تقليده الأصيل: فن التبوريدة. أكثر من 130 سربة للرجال وثلاث سربات نسائية قدّمت عروضًا مبهرة شدّت الأنظار وألهبت الحماس، لتؤكد أن الفروسية الشعبية لا تزال تحتفظ بمكانتها كأحد أعمدة الثقافة المغربية الحية.
بين الذكر والفكر
الشق الديني ظل حاضرًا بقوة، من خلال أمسيات قرآنية ومجالس للمديح والذكر، إلى جانب محاضرات وندوات فكرية أطرها علماء وباحثون. لقاءات جسّدت عمق الموسم كفضاء للتأمل الروحي والنقاش الفكري في آن واحد.
رواج اقتصادي وحلم بالتطوير
رئيس مجلس جماعة مولاي عبد الله، المهدي الفاطمي، أكد أن الموسم أحدث رواجًا اقتصاديًا وتجاريًا ملحوظًا، بفضل حجم الإقبال الكبير وتنوع الأنشطة. لكنه شدد أيضًا على أن هذا النجاح يضع المنظمين أمام تحديات أكبر لتطوير النسخ المقبلة، داعيًا إلى “وقفة تأملية” لبناء مستقبل أكثر إشعاعًا للموسم.
ليالي الفرح الشعبي
إلى جانب الطقوس الدينية والفروسية، عاش الزوار على إيقاع أمسيات موسيقية بمشاركة نجوم الأغنية الشعبية والتراثية، لتكتمل صورة موسم متكامل يجمع بين الروحانية والفرجة والتواصل الإنساني.