كشفت معطيات رسمية أن برنامج إعادة البناء وتأهيل المناطق المتضررة من الزلزال في إقليم الحوز حقق حصيلة وُصفت بـ”الإيجابية”، رغم الإكراهات الجغرافية وصعوبة الميدان. الحصيلة تعكس تحسنًا ملموسًا في ظروف عيش الساكنة، بعد أن تحولت الخيام المؤقتة إلى بيوت آمنة تليق بالكرامة الإنسانية، تنفيذًا للتوجيهات الملكية السامية.
بناء بمعايير مضادة للزلازل
عملية منح تراخيص البناء تمت بإشراف مهندسين معماريين ومكاتب دراسات متخصصة، وفق دفتر تحملات صارم يستجيب للمعايير العلمية والتقنية المضادة للزلازل، مع احترام الخصوصيات الثقافية والمعمارية للمنطقة. الهدف: ضمان منازل صامدة تحافظ على الهوية المحلية وتؤمّن حياة الأسر.
دعم مالي مباشر للمتضررين
الساكنة المتضررة تلقت مساعدات مالية منتظمة: 2.500 درهم شهريًا للكراء والإيواء، إضافة إلى منح مخصصة لإعادة البناء تراوحت بين 80.000 و140.000 درهم، بحسب نتائج الإحصاء الميداني الذي أشرفت عليه لجان مختلطة. هذه المساعدات ساهمت في تجاوز الصدمة الأولى وتسهيل العودة إلى حياة طبيعية.
أرقام تعكس سرعة الإنجاز
أشغال البناء بلغت نسبة إنجاز قدرها 91.33%، مع إتمام بناء حوالي 24.000 مسكن وفق معايير تقنية دقيقة، ما مكّن من إزالة جميع الخيام بشكل نهائي. ومن المرتقب أن تصل النسبة إلى 96% خلال الشهرين المقبلين، وهو معدل وُصف بـ”الاستثنائي” مقارنة بتجارب دولية استلزمت ثلاث سنوات على الأقل لإنهاء إعادة الإعمار.
التغلب على التضاريس الوعرة
تدخلت لجان مختلطة لإيجاد حلول بديلة في القرى الواقعة بمناطق وعرة أو ممنوعة البناء، استنادًا إلى تقارير المختبر العمومي للتجارب والدراسات. هذا التدخل حال دون توقف المشروع وسرّع وتيرة الإنجاز، رغم صعوبة التضاريس التي تطلبت معدات خاصة وموارد بشرية ضخمة.
عوائق فردية في طريق الإعمار
رغم التقدم الكبير، سجلت السلطات 4% من المتضررين لم يشرعوا في البناء بعد، إما بسبب نزاعات بين الورثة أو رفض غير مبرر رغم صرف الدفعة الأولى من الدعم. السلطات المحلية اتخذت إجراءات قانونية بعد منح مهلة وتذكير المعنيين بضرورة الشروع في الأشغال، حتى لا يبقى أحد خارج ركب الإعمار.
إرادة تتجاوز المحنة
من الإنقاذ وإزالة أنقاض أكثر من 23.500 منزل منهار، إلى إعادة البناء وفق معايير حديثة، تعكس التجربة المغربية في الحوز قدرة استثنائية على تحويل المحنة إلى فرصة. تجربة تُسجل وتيرة أسرع بكثير من المعدلات العالمية، وتُظهر أن إرادة الدولة والمجتمع، حين تتوحد، قادرة على إعادة الحياة إلى منطقة ضربها الزلزال في العمق.