شكلت محاولة وفد إسباني من منطقة الباسك الإسبانية دخول مدينة العيون المغربية تحت غطاء سياحي، خطوة مثيرة للجدل، تكشف عن نوايا سياسية تستهدف زعزعة استقرار المنطقة.
على الرغم من تقديم الوفد نفسه على أنه زائر سياحي، إلا أن معطيات أمنية كشفت عن أهداف سياسية بحتة وراء تحركاته، التي كانت تهدف إلى عقد لقاءات مع جهات غير قانونية تدعم أجندة انفصالية.
خرق واضح للمساطر القانونية
تمكّن الوفد، الذي يضم برلمانيين إسبان من مختلف الأحزاب المتعاطفة مع البوليساريو، من الحصول على تأشيرات سياحية رغم أن نواياه كانت تتجاوز حدود السياحة، متجاوزًا بذلك الأعراف الدبلوماسية والمساطر القانونية للمغرب.
ووفقًا لمصادر أمنية، كانت تحركات الوفد تتسم بالغموض والمخاطرة، حيث حاول أعضاؤه التسلل إلى الأقاليم الجنوبية في محاولة للقاء أطراف مشبوهة بهدف خدمة أجندة انفصالية.
رد فعل سريع وحازم
بمجرد اكتشاف هذه المناورة، تدخلت السلطات المغربية بسرعة وحسم، مشددة على أن أي مساس بسيادة المملكة يعد خطًا أحمر لا يمكن التهاون فيه.
وأوضح مصدر رسمي أنه تم إبلاغ الوفد الإسباني بالأسباب القانونية والامنية وراء منعه، مشيرًا إلى أن السيادة المغربية ليست قابلة للتفاوض تحت أي ظرف.
وأكد المصدر أن المملكة لا تمانع في استقبال الضيوف الأجانب، شريطة احترام القوانين المتبعة وعدم استغلال التأشيرات السياحية لأغراض سياسية.
تحركات يائسة تهدف إلى التشويش
من جانبه، اعتبر أحمد الخريف، نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس المستشارين، أن هذه المحاولة هي جزء من خطة قديمة كانت تهدف إلى إحداث اختراق سياسي في الأقاليم الجنوبية، من خلال استغلال علاقات مع بعض الأحزاب الإسبانية المتعاطفة مع البوليساريو.
وأشار إلى أن المغرب لطالما كان منفتحًا على استضافة الوفود الأجنبية وفقًا للقنوات الدبلوماسية الرسمية، موضحًا أن مثل هذه المناورات تُعد استغلالًا فاضحًا للأراضي المغربية لتحقيق أهداف مشبوهة.
رفض مغربي قاطع لأي مساس بالوحدة الترابية
وقال إبراهيم بلالي اسويح، رئيس الرابطة الصحراوية الأطلسية للمواطنة والتنمية، إن هذه المحاولات المرفوضة تأتي في وقت تشهد فيه القضية الصحراوية تراجعًا واضحًا على مستوى الدعم الدولي، مما دفع مؤيدي انفصال البوليساريو إلى اللجوء إلى أساليب قديمة تستهدف إحداث توترات إقليمية.
وأكد السويح أن المغرب أصبح أكثر عزيمة في مواجهة أي تهديد يمس أمنه ووحدته الترابية، مشددًا على أن التحركات السابقة لهذه المجموعة الإسبانية تعتبر محاولة فاشلة لاستعادة النفوذ المفقود.
انعكاس فشل التحركات الانفصالية
وفي سياق متصل، قال رمضان مسعود العربي، رئيس الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان، إن هذه المناورات تعكس فشلًا ذريعًا لجبهة البوليساريو في تحقيق أهدافها بعد أن تراجع الدعم الدولي لقضيتها.
ولفت إلى أن مثل هذه المناورات لن تحقق سوى فشل إضافي، حيث لم تعد تجد آذانًا صاغية في الساحة الدولية، مشيرًا إلى أن القيادة الجزائرية هي الممول الرئيسي لهذه التحركات التي تهدف إلى التغطية على أزماتها الداخلية.
ختامًا، استباقيّة صارمة لضمان الاستقرار
وفي إطار الحزم الذي أبدته السلطات المغربية، أكّد مسؤولون أن المملكة ستواصل تنفيذ إجراءات صارمة للحفاظ على أمنها واستقرارها، وأن أي محاولات تهدف إلى المساس بسيادتها ستجد الرد القوي.