الحسيمة – نبيل أخلال
بمناسبة الذكرى العشرين لإطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تحولت مدينة الحسيمة صباح الخميس 22 ماي إلى مسرح لحدث تواصلي من العيار الثقيل، ترأسه عامل الإقليم السيد حسن الزيتون، بحضور شخصيات وازنة من المسؤولين المدنيين والعسكريين، وممثلي الهيئات المنتخبة والسلطات المحلية، إلى جانب نخبة من الفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين.
حفل بروح وطنية ورسائل تنموية
افتُتح اللقاء بمقر عمالة الحسيمة بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، تلَتها مراسيم تحية العلم، في أجواء عكست عمق الرمزية الوطنية. بعدها، ألقى عامل الإقليم كلمة وُصفت بالقوية، استعرض فيها المسار التحولي الذي رسمته المبادرة الوطنية منذ انطلاقتها عام 2005، مؤكدًا أنها لم تكن مجرد مشروع تنموي، بل رؤية استراتيجية غيرت واقع الآلاف، وأرست أسس العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة.
أرقام، مشاريع، وتحولات ملموسة
السيد سمير الرفاعي، رئيس قسم العمل الاجتماعي، قدّم عرضًا معمقًا سلّط فيه الضوء على الإنجازات المحققة، خصوصًا في ما يتعلق بإحداث مشاريع مدرّة للدخل، وتمكين الشباب اقتصاديًا، مع التركيز على دينامية الإدماج الاجتماعي في المناطق القروية والجبلية. كما تم عرض شريط وثائقي أبرز المحطات الكبرى للمبادرة بالإقليم، في مقدمتها الزيارة الملكية التي شكلت نقطة تحول فارقة في مسار التنمية بالحسيمة.
من قلب المدينة: معرض للمنتجات المحلية… وشهادة حيّة على النجاح
عقب اللقاء، توجه السيد العامل إلى ساحة محمد السادس، حيث أشرف على افتتاح المعرض الإقليمي للمنتجات المحلية، المنظم في إطار الاحتفالات بمرور عقدين على إطلاق المبادرة. يمتد المعرض حتى 25 ماي، ويُعد نافذة مفتوحة على تجارب واقعية لمشاريع حوّلت التحديات إلى فرص، خاصة في مجالات دعم التعاونيات، الصحة، تكوين الشباب، والتشغيل الذاتي.
رسالة أمل واستمرارية
في كلمته خلال افتتاح المعرض، شدد عامل الإقليم على أن المبادرة الوطنية لم تكن مجرد سياسة اجتماعية، بل ركيزة مركزية في مشروع وطني للتنمية البشرية، داعيًا إلى تعزيز روح الشراكة والتكافل لضمان استدامة المكتسبات ومواصلة البناء على الأسس الصلبة التي أرساها هذا المشروع الملكي الطموح.
إقبال مرتقب وتبادل خبرات
ينتظر أن يشهد المعرض إقبالًا واسعًا من الزوار والمهنيين، لما يشكله من منصة حيوية للترويج للمنتجات المحلية، وتبادل الخبرات بين مختلف الفاعلين، في وقت تزداد فيه الحاجة لنماذج تنموية ناجعة تدمج الشباب والنساء في الدينامية الاقتصادية والاجتماعية للمملكة.