الجزائر في مرآة الساحل: استخبارات تتجاوزها الأحداث… وتمرد صامت يطرق الأبواب

فؤاد القاسمي23 مايو 2025آخر تحديث :
الجزائر في مرآة الساحل: استخبارات تتجاوزها الأحداث… وتمرد صامت يطرق الأبواب

كشفت صحيفة Sahel Intelligence الناطقة بالفرنسية، في تقرير مثير، عن دور مشبوه للاستخبارات الجزائرية في التحولات العميقة التي تشهدها منطقة الساحل، خاصة في مالي، النيجر، بوركينا فاسو وتشاد.

وبحسب الصحيفة، فإن الجزائر، التي لطالما سعت إلى لعب دور “الوسيط الإقليمي”، تبدو اليوم وكأنها فقدت زمام المبادرة، لصالح تنظيمات إرهابية ومليشيات عابرة للحدود، مدعومة من قوى إقليمية تطمح لفرض نفوذها في المنطقة.

الجيش يمسك بمفاتيح الحكم… والديمقراطية تحت الحصار

التقرير يرسم صورة قاتمة للمشهد السياسي في الجزائر، حيث لا تزال المؤسسة العسكرية تفرض وصايتها المطلقة على دواليب القرار، مانعةً أي مسار حقيقي نحو تحول ديمقراطي.

الدساتير المتتالية، بحسب المصدر، لم تكن سوى واجهات قانونية لشرعنة الاستبداد، وإقصاء الأصوات المعارضة، خصوصًا تلك المنتمية للهويات الجهوية والثقافية المهمشة.

منطقة القبائل… شرارة الاشتعال تقترب

في شمال البلاد، تبرز منطقة القبائل كنقطة توتر قابلة للانفجار في أي لحظة.

فمع تصاعد الضغط على الحركة الأمازيغية، واستمرار ملاحقة نشطاء “الماك” بزعامة فرحات مهني، تتصاعد نداءات الانفصال، وسط شعور عميق بالتجاهل والتهميش من قبل السلطة المركزية.

ويؤكد التقرير أن الانفصال لم يعد مجرد مطلب سياسي، بل تحول إلى إحساس جماعي متجذر في وجدان سكان المنطقة.

الجنوب: ثروات مدفونة تحت رماد التهميش

في المقابل، يعيش الجنوب الجزائري واقعًا أكثر تعقيدًا. فرغم ما يزخر به من ثروات نفطية ومعدنية هائلة، لا يزال يعاني من فقر مزمن، وهشاشة تنموية، وسط حضور أمني مكثف وهيمنة عسكرية خانقة.

الطوارق والمزابيون، على وجه الخصوص، يواجهون أوضاعًا اجتماعية قاسية، في ظل غياب أي إرادة حقيقية لإدماجهم في المشهد الوطني.

بوادر تمرد صامت… تغذّيه الشبكات السرية

التقرير يشير إلى وجود مؤشرات قوية على تحركات احتجاجية غير معلنة، تُدار في الخفاء عبر شبكات محلية وعابرة للحدود، مستفيدة من التناقضات الاجتماعية والفراغ السياسي الذي يخلّفه غياب الحوار الحقيقي مع السكان.

البوليساريو… ورقة ضغط أم عبء داخلي؟

ولا يغفل التقرير عن تسليط الضوء على ملف جبهة البوليساريو، التي تستقر في مخيمات تندوف، بدعم رسمي من النظام الجزائري.

غير أن تحالفاتها المريبة مع جماعات إرهابية تنشط في الساحل، وعلاقاتها المحتملة مع تنظيمات كالإخوان المسلمين، تطرح تساؤلات مقلقة حول دورها الحقيقي في زعزعة الاستقرار، خاصة في ظل تغيرات المشهد الأمني الدولي بعد انكفاء الدور الأمريكي في المنطقة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة