الأسطول المغربي يتجدد… أول زورق من إسبانيا يفتح صفحة جديدة في التعاون العسكري

فؤاد القاسمي27 مايو 2025آخر تحديث :
الأسطول المغربي يتجدد… أول زورق من إسبانيا يفتح صفحة جديدة في التعاون العسكري

في خطوة استراتيجية لتعزيز قدرات المراقبة البحرية، تستعد البحرية الملكية المغربية لاستلام أول زورق من طراز PHM، ضمن صفقة عسكرية كبرى مع إسبانيا تهدف إلى تحديث الأسطول ومكافحة التهديدات البحرية، وعلى رأسها الهجرة غير النظامية.

تدشين رسمي في إسبانيا: العد التنازلي بدأ

من المرتقب أن يتم إطلاق الزورق رسميًا خلال حفل احتفالي يوم الثلاثاء المقبل في ورش شركة نافانتيا للصناعات البحرية بمدينة سان فرناندو، جنوب إسبانيا، وذلك بحضور مسؤولين من الجانبين المغربي والإسباني.
وسينظم الحفل تحديدًا على الساعة 15:45 بموقع صناعي في الجزيرة الخضراء، حيث سيتم الكشف عن أول زورق من بين اثنين تعاقد عليهما المغرب ضمن صفقة بلغت 130 مليون يورو.

تصميم متطور وقدرات عالية

الزورق الجديد، الذي يبلغ طوله 87 متراً وعرضه 13 متراً، تم تصميمه ليكون عالي الكفاءة مع طاقم مكون من 60 فردًا فقط، ويركز على الفعالية التشغيلية، سهولة الصيانة، واستمرارية العمل في عرض البحر بتكاليف منخفضة.
وقد تطلب المشروع أكثر من مليون ساعة عمل وساهم في خلق نحو 1100 فرصة شغل مباشرة وغير مباشرة، ما يجعله مشروعًا تنمويًا بقدر ما هو دفاعي.

صفقة متكاملة: أكثر من مجرد زورق

لا تقتصر الصفقة على تصنيع الزورقين، بل تشمل أيضًا حزمة دعم لوجستي وتقني، تضم قطع غيار، وثائق فنية، أدوات صيانة، وبرامج تكوين تقني متقدمة ستُجرى في إسبانيا لتأهيل الأطقم المغربية على استخدام هذه القطع البحرية الحديثة.

تحوّل في التعاون العسكري البحري

تُعد هذه الصفقة أول تعاون مباشر في مجال الصناعات البحرية العسكرية بين المغرب وإسبانيا منذ أكثر من 40 عامًا، بعد حظر كانت تفرضه مدريد منذ ثمانينيات القرن الماضي.
وتعيد الصفقة إحياء التعاون الذي بدأ عام 1982، حين سلمت “نافانتيا” للمغرب فرقاطة أصبحت تعرف باسم الكولونيل الرحماني.

استراتيجية أوسع لتحديث الأسطول

في السنوات الماضية، لجأ المغرب إلى شركاء أوروبيين آخرين لتطوير أسطوله، من ضمنهم فرنسا وهولندا، حيث اقتنى فرقاطة محمد السادس وسفن دورية متطورة.
العودة إلى الحليف الإسباني تمثل خطوة جديدة نحو تنويع مصادر التسلح وبناء شراكات أكثر ديناميكية في المنطقة.

مستقبل بحري بتوقيع مغربي – إسباني

هذه الخطوة ليست فقط تعزيزًا عسكريًا، بل هي أيضًا رسالة سياسية مفادها أن المغرب يواصل تحديث قدراته الدفاعية، عبر شراكات استراتيجية تعكس تطور علاقاته الإقليمية وقدرته على خوض تحولات تكنولوجية تخدم أمنه القومي والاقتصادي في آنٍ واحد.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة