الرأي والرأي الآخر
بقلم إدريس اسلفتو – ورزازات
في معرض حديثه ضمن فعاليات المؤتمر العلمي الدولي للسياحة بوزان يوم الجمعة 30 ماي 2025، أطلق المهندس عبد الله أيت شعيب، نداء لبناء خط سككي وطريق سيار من الدار البيضاء الى دبي عبر مدن الجزائر العاصمة وتونس وطرابلس والقاهرة ومكة المكرمة، ومثل ذلك من دكار إلى باريس عبر نواكشوط واكادير ومدريد.
وقال عبد الله ايت شعيب في محاضرته “مغربية الصحراء.. دلائل وحقائق” نحن نجتمع اليوم في هذا المؤتمر العلمي الدولي المرموق حول السياحة، وفي رحاب مدينة وزّان، حيث التاريخ يعانق الجغرافيا، والمناسبة كما يُقال “شرط”، أجدني مدفوعًا بواجب وطني، وإنساني، ومهني، لأن أسلط الضوء على قضية استراتيجية لها انعكاسات كبرى على مستقبل التنمية والسياحة في منطقتنا: إنها قضية الصحراء المغربية، التي لا ينبغي أن تُختزل فقط في بعدها السياسي أو القانوني، بل ينبغي مقاربتها كذلك من زاوية ما يمكن أن تحمله من فرص هائلة للتكامل والتقدم، إذا ما وُضعت في سياقها المغاربي والإفريقي والأورو-عربي الأشمل.
وأكد “المهندس” إن تسوية النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية وفتح صفحة جديدة من الثقة والتعاون بين المملكة المغربية والجمهورية الجزائرية الشقيقة، من شأنه أن يبدّد غيوم الشقاق، ويفتح الآفاق أمام نهضة سياحية واقتصادية غير مسبوقة في المنطقة، تستفيد منها الشعوب المغاربية أولاً، ثم الشعوب العربية والإفريقية والأوروبية.
حين تصفو القلوب وتتصالح السياسات، تتحول الجغرافيا من حدود مغلقة إلى جسور واعدة، وتصبح الطرق والسكك سُبلاً للربط لا للفرقة، ومجالات للتبادل لا للتنازع.
وفي نفس السياق أكد أيت شعيب، أن حلم الوحدة المغاربية، وارد منذ عقود، قلوب المغاربة والجزائريين وسائر شعوب المغرب الكبير، الذين طالما تمنوا رؤية طريق سيار يربط الدار البيضاء بالجزائر العاصمة، مرورًا بوجدة وتلمسان، ويمتد شرقًا ليصل تونس وطرابلس فالقاهرة، بل ومكة المكرمة ودبي، ضمن مشروع إقليمي طموح يعانق المحيط الأطلسي ويصافح الخليج العربي.
بل ولمَ لا نحلم بمشروع مغاربي – مشرقي – إفريقي – أوروبي يربط شمال القارة بجنوبها، وشرقها بغربها؟ طريق سيار وخط سككي يعبر الصحراء الكبرى، من أكادير إلى نواكشوط، ومن العيون إلى داكار، ثم شمالاً نحو باريس ومدريد، علمًا بأن مشروع الربط القاري بين المغرب وإسبانيا عبر مضيق جبل طارق لا يزال قائمًا، وهو مشروع واعد كنت فخورًا بالمساهمة فيه كمهندس، حين أنجزت أطروحة تخرجي من المدرسة المحمدية للمهندسين بالرباط حول دراسة التربة الخاصة به.
ولم تفت” عبد الله أيت شعيب “الفرصة ليأكد على أن ما نحتاج إليه اليوم ليس فقط قرارات سياسية، بل رؤية استراتيجية، جريئة ومتكاملة، تستحضر عبقرية الجغرافيا وطاقات الشعوب، وتوظف البنية التحتية في خدمة السلام والتقارب والتنمية.
وحينها فقط، ستصبح السياحة الجسر الأول للتعارف والتسامح والازدهار، وستغدو أوطاننا مقاصد للعيش الكريم قبل أن تكون وجهات للسفر المؤقت.
فلنُحيِ الحلم، ولنُحسن صناعته.