في أجواء غلب عليها الدفء الثقافي وروح الانتماء العربي، خطف المغرب الأضواء خلال مشاركته المتميزة في فعاليات “يوم الثقافة العربية” الذي نظمته جمعية عقيلات السفراء العرب بشراكة مع مجموعة السفراء العرب المعتمدين في ألمانيا، وسط حضور بارز تقدّمته السيدة الأولى لألمانيا، إلكه بودنبندر.
رواق مغربي بطابع أصيل: من الخيمة إلى صالون الشاي
جاءت المشاركة المغربية هذه السنة غنية في رموزها ومعانيها، حيث أقيم الرواق المغربي على هيئة “خيمة تقليدية” زيّنتها تحف الصناعة التقليدية وقطع أثاث عريقة تُجسّد براعة الحرفيين المغاربة.
ولم يكن المشهد بصريًا فقط، بل ذوقيًا أيضًا، حيث قُدّمت للزوار أشهى المأكولات المغربية الأصيلة.
في ركن ثانٍ، اصطحب الحضور في جولة داخل صالون شاي مغربي تقليدي، حيث عاش الضيوف تجربة ضيافة مغربية أصيلة، شملت شايًا بطقوسه الفريدة، وحلويات تقليدية وسط أجواء تزخر بزخارف وزرابي وأثاث نحاسي يعكس جمال “الصالون المغربي”.
استقبال مغربي للسيدة الأولى لألمانيا.. حليب وتمور على الطريقة الأصيلة
في لحظة دبلوماسية أنيقة، استقبلت سفيرة المغرب لدى ألمانيا، زهور العلوي، السيدة الأولى لألمانيا بحفل شاي مغربي داخل مقر إقامة السفير السعودي ببرلين، تخلله تقديم الحليب والتمر في لمسة ضيافة مغربية رمزية، سبقت جولتها على باقي الأروقة.
القفطان المغربي يخطف الأضواء بتطريزاته الملكية
ومن بين أقوى لحظات الفعالية، كان عرض القفطان المغربي الذي سرق الأنظار، حيث شكّل نقطة التقاء بين جماليات اللباس التقليدي وغنى الهوية المغربية. أبهرت التصاميم الحضور بدقتها وتنوع ألوانها وتطريزاتها، مؤكدًا أن القفطان ليس مجرد لباس، بل تعبير عن تاريخ وهوية متجذرة.
رسالة ثقافية قوية في قلب أوروبا
في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عبّرت السفيرة زهور العلوي عن اعتزازها بمشاركة المغرب في هذا الحدث، مشيرة إلى أن الحضور المغربي النشط والراقي شكّل مناسبة لتعريف الدوائر الألمانية بـ”غنى تراثنا الثقافي، وجمالية رموزنا الحضارية”.
كما نوهت العلوي بمساهمة المكتب الوطني المغربي للسياحة في إنجاح هذا الحضور، مؤكدة أن مثل هذه التظاهرات تساهم في تعزيز الإشعاع المغربي على الساحة الأوروبية، وربط جسور الحوار الثقافي بين الشعوب.
الدبلوماسية الثقافية… حين تتكلم الهوية بصوت ناعم
الفعالية، التي جمعت سفراء وممثلين من 17 دولة عربية، شكلت لحظة تلاقي بين الدبلوماسية الرسمية والديبلوماسية الثقافية، إذ لم تكن فقط مناسبة للاحتفاء بالتراث، بل منصة لتعزيز التقارب العربي في الفضاء الأوروبي، والانفتاح على الآخر من بوابة الفنون والرموز الثقافية.