إعداد: نبيل أخلال
سحر الطبيعة ودفء الإنسان
تُطلّ مدينة الحسيمة كعروس المتوسط، تجمع بين زرقة البحر وهدوء الجبال، وبين عبق الثقافة الأمازيغية ودفء الضيافة الريفية.
وجهة لا تخطئها بوصلات العشّاق، الباحثين عن الاستجمام والصفاء، ممن يتدفقون من كل ربوع المملكة وخارجها، ليجدوا في الحسيمة مزيجًا نادرًا من الجمال الطبيعي والإنساني.
وجهٌ جديد للتسوّل يربك الزوار
لكن خلف هذه الصورة المشرقة، بدأت ملامح مقلقة تلوح في الأفق، بعدما لاحظ الزوار والسكان على حد سواء تنامي ظاهرة التسوّل بشكل غير مسبوق، خصوصًا في أماكن التجمّع الحيوية كالكورنيش، المقاهي، الأسواق، وحتى أمام المساجد.
ليس الأمر في جوهره مجرد طلب مساعدة، بل إلحاح مزعج، ومضايقات قد تُربك السياح وتسيء لتجربتهم.
“متسوّلو الصيف”.. ظاهرة موسمية أم مافيا مُقنعة؟
الأدهى أن العديد من هؤلاء المتسوّلين لا ينتمون للمدينة، بل يأتون خصيصًا في فصل الصيف، مستغلين الحركية السياحية التي تعرفها الحسيمة.
الوجوه تتكرّر، والأساليب تتشابه، ما يطرح علامات استفهام حول طابعهم العشوائي، بل وحتى عن وجود شبكات منظمة خلف بعضهم.
صورة المدينة على المحك
ما يثير قلق السكان والمحبين للمدينة هو الأثر السلبي لهذه الظاهرة على سمعة الحسيمة، خصوصًا مع تناقل الزوار تجاربهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
فالصورة الذهنية لأي مدينة سياحية لا تُبنى فقط على جمال الطبيعة، بل على جودة الفضاء العام وأمن الزوار وراحتهم.
نداء للسُّلطات: الحزم أولًا.. ثم الحلول الاجتماعية
تتجدد دعوات المواطنين بضرورة تدخل عاجل للسلطات المحلية من أجل تنظيم الفضاءات، وتطبيق القانون على كل سلوك يُسيء للنظام العام، خاصة في المحيطات الحساسة كمحيط المساجد، الساحات، والشوارع الرئيسية.
الحزم لا يتعارض مع الإنسانية، بل يُمهّد لخلق حلول اجتماعية مستدامة تحفظ الكرامة وتُجنّب الاستغلال.
الحسيمة تستحق الأفضل
ورغم كل شيء، تظل الحسيمة مدينة مضيافة، نظيفة، وآمنة، بفضل وعي سكانها وغيرة محبيها.
هي مدينة تُحِب الحياة وتُحب أن تُحب، وتستحق أن تُصان من كل ما يُكدّر صفوها. فابتسامة بحرها، وخُضرة جبالها، لا تليق بها سوى الأجواء الراقية.