في حادث مأساوي يعكس الوجه القاسي للعزلة، عُثر على جثة الممثلة الباكستانية حُميْرة أصغر داخل شقتها في منطقة “ديفينس” بمدينة كراتشي، بعد مرور ما يقارب ثلاثة أسابيع على وفاتها، في واقعة هزّت الرأي العام وأثارت موجة من الحزن والأسى في الوسط الفني.
رائحة غريبة تكشف الغياب الصامت
بدأت خيوط القصة حين لاحظ الجيران اختفاء حُميْرة بشكل غير مألوف، تزامنًا مع انبعاث رائحة كريهة من شقتها.
القلق دفعهم إلى إبلاغ الشرطة، لتتحرك الأخيرة فورًا باتجاه المكان.
اقتحام الشقة… وكشف المأساة
بحسب تصريح نائب المفتش العام أسد رضا، وصلت عناصر الشرطة إلى الشقة حوالي الساعة الثالثة بعد الظهر.
وبعد عدة محاولات لطرق الباب دون رد، اضطر الضباط إلى اقتحام المنزل، حيث كانت المفاجأة صادمة: جثة حُميْرة ممددة على الأرض، وقد بدأت بالتحلل، ما يُرجح أن الوفاة تعود إلى نحو 15 إلى 20 يومًا مضت.
وتبيّن من التحقيقات الأولية أن الفنانة، التي يتراوح عمرها بين 30 و35 عامًا، كانت تعيش بمفردها منذ سبع سنوات، في عزلة شبه تامة.
لا دلائل جنائية حتى اللحظة
تم إرسال فرق الأدلة الجنائية لجمع العينات من مسرح الحادث، بينما نُقلت الجثة إلى مركز جناح الطبي لإجراء التشريح.
وبالرغم من الغموض الذي يلف الواقعة، لم تظهر حتى الآن مؤشرات على وجود شبهة جنائية، بانتظار نتائج التقرير الطبي الرسمي.
حُميْرة… رحيل صامت لفنانة صاعدة
حُميْرة أصغر، التي عُرفت لدى الجمهور الباكستاني بأدوارها في برنامج الواقع “تماشا غار” وفيلم “جَلايبي” عام 2015، كانت من الوجوه الصاعدة في الساحة الفنية.
خبر وفاتها المفاجئ في هذه الظروف المؤلمة أعاد إلى الواجهة قضايا الوحدة والتهميش التي قد تطال حتى من عرفوا الأضواء والشهرة.
عزلة قاتلة… ورسالة لا يجب أن تُنسى
رحلت حُميْرة كما عاشت، بصمت، في ظلال عالم فني لا يغفر الغياب.
قضيتها تُطلق جرس إنذار: الوحدة ليست فقط مأساة إنسانية، بل مسؤولية مجتمعية.
والنجاح المهني لا يعوّض دفء العلاقات، ولا يُحصّن من المصير المؤلم لأولئك الذين يسقطون في صمت.