صناعة دفاعية على أرض المغرب: أول مصنع للعربات المدرعة يرى النور ببرشيد

فؤاد القاسمي15 يوليو 2025آخر تحديث :
صناعة دفاعية على أرض المغرب: أول مصنع للعربات المدرعة يرى النور ببرشيد

في خطوة غير مسبوقة تعكس التحول الجيوستراتيجي للمغرب في مجال الدفاع، أعلنت المملكة عن إنشاء أول وحدة صناعية وطنية لإنتاج العربات المدرعة، بشراكة مع شركة Tata Advanced Systems Limited (TASL)، الذراع الدفاعي لمجموعة Tata Group الهندية.

المشروع يدخل ضمن رؤية شاملة لتعزيز السيادة الصناعية والدفاعية للمملكة.

برشيد.. نقطة الانطلاق والمواكبة البيئية

المصنع الجديد سيُشيّد بإقليم برشيد، حيث تم الإعلان عن فتح فترة لتقييم الأثر البيئي للمشروع من 28 يوليوز إلى 16 غشت 2025، تنفيذًا لمقتضيات القانون 12-03.

وهو ما يعكس حرص الجهات المشرفة على احترام المعايير البيئية توازيًا مع التطوير الصناعي.

“WhAP 8×8”.. مدرعة هجينة بقدرات عالية

المشروع يرتكز على إنتاج العربة القتالية “WhAP 8×8”، وهي مدرعة برمائية متعددة الاستخدامات، مطورة في الهند وتتميز بقدرتها العالية على التحرك في التضاريس الصعبة، ما يجعلها مثالية للمهام العسكرية المعقدة، ونقل القوات في بيئات متنوعة.

إنتاج محلي بإدماج تدريجي وكفاءات مغربية

من المنتظر أن يُنتج المصنع أكثر من 400 عربة مدرعة، منها 150 وحدة ستوجه لتسليح القوات المسلحة الملكية.
وسيتم تنفيذ المشروع في مدة لا تتجاوز 36 شهرًا، مع انطلاقه بنسبة إدماج محلي تبلغ 35%، في أفق بلوغ 50%، مع تركيز على نقل التكنولوجيا وتكوين اليد العاملة الوطنية.
وسيوفر المصنع 90 منصب شغل مباشر و250 منصبًا غير مباشر، بطاقة إنتاجية تصل إلى 100 عربة سنويًا.

توجيهات ملكية نحو الاستقلال الدفاعي

هذا المشروع يدخل في إطار الرؤية الملكية الرامية إلى تعزيز الاستقلالية الاستراتيجية في مجال التسلح، وتقليص الاعتماد على الخارج، في ظل تعاظم التهديدات الإقليمية والدولية، وهو ما يعكس انتقال المغرب من مستورد للمعدات إلى فاعل صناعي في مجال الدفاع.

الجيش المغربي.. دينامية تسلح وتحديث متسارعة

يتناغم هذا التحول الصناعي مع التطور اللافت الذي تعرفه المنظومة العسكرية المغربية، والتي شملت:

  • تنويع الشركاء في اقتناء الأسلحة
  • الاستثمار في تكنولوجيا الطائرات المسيّرة والمروحيات والصواريخ بعيدة المدى
  • التعاون الاستراتيجي مع قوى دولية كإسرائيل، الولايات المتحدة والهند

صناعة مغربية، برؤية عالمية

المغرب، اليوم، لا يكتفي بلعب دور الزبون في سوق التسلح العالمي، بل يتحول تدريجيًا إلى منتج ومصدر للكفاءات والتكنولوجيا الدفاعية، في سياق إقليمي ودولي يفرض الاعتماد على الذات أكثر من أي وقت مضى.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة