جيهان خليل تْحيي الذاكرة المغربية فـ”أزمنة خفية وذهبية”: فن كيهضر بلغة الصورة والروح

أسماء القاسمي18 يوليو 2025آخر تحديث :
جيهان خليل تْحيي الذاكرة المغربية فـ”أزمنة خفية وذهبية”: فن كيهضر بلغة الصورة والروح

شهدت مدينة الدار البيضاء مؤخرًا تجربة فنية غير تقليدية، حملت عنوان أزمنة خفية وذهبية – لنصنع فنا.

تجربة خرجت عن المألوف، تجاوزت الصورة باعتبارها أداة جمالية، لتتحول إلى مساحة تأمل واسترجاع ذكي للذاكرة الجماعية المغربية في قالب بصري معاصر.

جيهان خليل: الجسد الذي يتكلم

لم تكن مشاركة الفنانة جيهان خليل مجرد ظهور عابر أمام الكاميرا، بل كانت أداءً حسيًا وفكريًا ناطقًا.

حضورها كان مشحونًا بالمعنى، مستندًا إلى تكوينها في الفلسفة، وانشغالها بقضايا الجمال والمرأة.
جيهان لم تكن “عارضة”، بل جسدًا واعيًا يُجسّد الأسئلة، ويعيد التفكير في العلاقة بين الأنثى والرمز، بين الشكل والمحتوى، بين الذاكرة والصورة.

تفاصيل تنطق بالهوية المغربية

في إحدى أقوى اللقطات، ظهرت خليل بقبعة حمراء مرصّعة بـ”عين الحسد”، وسلاسل ذهبية تنساب على جبينها، وكحل داكن يُحيط بنظرات حادة.

مزيج بصري ذكي بين التراث والحداثة، حيث تتقاطع الأزياء مع الرمزية: قميص فضفاض، كوفية زرقاء، وتفاصيل مستلهمة من الروح الشعبية.

فريق مبدع وصنعة فنية متكاملة

هذا المشروع البصري كان ثمرة تعاون فني بين مجموعة من الأسماء البارزة:

  • أميمة ريحانة، مؤسسة علامة “هايدن راديونس”، أشرفت على الرؤية العامة.
  • نوهيلة الإمامي صممت الأزياء برؤية تربط التراث بالمعاصرة.
  • لؤي ساكر تولى التصوير باحترافية تقنية عالية.
  • سفيان وزهرو قدّما إخراجًا بصريًا يدمج الرمز بالضوء.
  • يونس الصافي وضع لمساته الجمالية بالمكياج، مانحًا كل لقطة هويتها الخاصة.

كل تفصيلة كانت محسوبة، وكل عنصر ساهم في خلق عمل متكامل جعل من جلسة التصوير تجربة بصرية خالصة.

الفن كأداة لإعادة تشكيل الذاكرة

رغم حداثته، لم ينفصل المشروع عن الجذور، بل استدعى رموز الذاكرة المغربية، من “الخمسة” و”عين الحسد”، إلى النقوش التقليدية والأزياء المتوارثة.

لكنه لم يقع في فخ التكرار، بل أعاد صياغة الهوية بلغة بصرية عصرية، تتجاوز الماضي وتدفع به نحو أفق تعبيري جديد.

جيهان خليل: حضور عربي بصوت مغربي

تأتي هذه التجربة ضمن مسار فني صاعد لجيهان خليل، التي فرضت نفسها كممثلة لامعة في المشهد الدرامي العربي، خاصة في مصر.

ظهورها في عدد يوليو من مجلة Éclat لم يكن فقط بوصفها “وجهًا جميلًا”، بل كفنانة صاحبة رؤية، تحوّل الصورة إلى سؤال، والأداء إلى مساحة للتفكير.

فن يتكلم… ويفكر

“أزمنة خفية وذهبية” ليس مشروع تصوير فني فقط، بل دعوة لقراءة الذاكرة بلغة بصرية واعية.

عمل يذكّرنا أن الفن لا يُقاس بما نراه فقط، بل بما نشعر به، وما يُوقظه فينا من أسئلة وحنين ووعي.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة