في الوقت الذي تعج فيه السواحل والمدن المغربية بالحفلات والمهرجانات الصيفية، يعيش عدد من الفنانين المغاربة حالة من التهميش الفني، عبّروا عنها بصوت عالٍ، احتجاجًا على ما وصفوه بـ”الإقصاء الممنهج”، رغم شعبيتهم الكبيرة وارتباطهم بجمهور واسع.
“فينّا؟!”… فنانون يطرقون أبواب “اتصالات المغرب“
بعد صمت طويل، تحوّل الغضب إلى خطوة احتجاجية فعلية، حين توجه كل من عادل الميلودي، عادل المذكوري، سيمو راي، بنسعيد وغيرهم، إلى مقر اتصالات المغرب، بحثًا عن تفسير لغياب أسمائهم من لائحة الفنانين المشاركين في مهرجان الشواطئ، الذي يُنظم هذا العام في ست مدن ساحلية.
وقد استقبلت الفنانين السيدة سلوى بالعربي، المسؤولة عن البرمجة الفنية بالمؤسسة، حيث وعدتهم بإعادة النظر في الأمر، وبإمكانية إدماجهم في الأنشطة القادمة.
فريد غنام: “عييت من الإقصاء… والفن للجميع”
في موازاة ذلك، عبّر الفنان فريد غنام عن استيائه بطريقته الخاصة، من خلال منشور على حسابه الرسمي عبر “إنستغرام”، كتب فيه بنبرة تعكس الخذلان والحسرة:
“من أسمى حقوق الإنسان، سواء كان مشهورًا أم لا، أن يُمنح فرصة للعمل. لا يجب إقصاء أي فئة، مادام هناك احترام للجودة الثقافية المقدّمة للجمهور.”
وأضاف:
“نلاحظ أن فئة معينة تظهر في كل المهرجانات كل سنة، بينما يُقصى الآخرون تمامًا. أنا فنان أملك بطاقة اعتماد مهنية، وأقدم أعمالًا راقية، فلماذا الإقصاء؟”
مشهد فني يعيد طرح الأسئلة القديمة
المفارقة التي تثير الجدل، أن المغرب يحتضن سنويًا أكثر من 500 مهرجان وتظاهرة فنية، يشارك فيها حوالي 4000 فنان من مختلف المجالات، وهو ما يطرح أسئلة حارقة حول آليات الاختيار، ومعايير التمثيل، وحصص الإنصاف.
هل تتحكم العلاقات الشخصية والتوازنات الخفية في برمجة المهرجانات؟
هل أصبحت الفُرَص الفنية في المغرب مؤطّرة بمنطق “دائرة مغلقة“ لا تسمح بولوج أسماء جديدة أو حتى بعودة فنانين راكموا شعبية لسنوات؟
رسالة أعمق من مجرد ستوري
هذه الصرخة التي أطلقها الفنانون، لا يجب أن تُقرأ كمجرد تذمر موسمي، بل كمؤشر واضح على خلل في النظام الفني والثقافي، وعلى الحاجة إلى إعادة النظر في سياسات الدعم والتمثيل، حتى لا يتحول الفن إلى حلبة احتكار، بدل أن يكون فضاء مفتوحًا للتعبير والتنوع.