في زمنٍ تتسارع فيه وتيرة العمل خلف الشاشات وتتضاءل فيه الحركة، يُذكّرنا اليوم العالمي لصحة العظام والمفاصل، الموافق لـ4 غشت، بأن صحتنا الهيكلية ليست ترفًا، بل ضرورة يومية.
فالركبتان، العمود الفقري، والمفاصل عمومًا، تدفع ثمن عاداتنا المكتبية المتراكمة، دون أن ننتبه إلا بعد فوات الأوان.
الجلوس القاتل.. متى تحوّل الكرسي إلى عدو صامت؟
الجلوس لساعات طويلة دون تحريك الساقين أو الوقوف بين الفينة والأخرى، يخنق الدورة الدموية ويؤدي إلى تيبّس المفاصل.
الحل؟ ببساطة: تحرك. كل ساعة، قف. خذ خمسين خطوة. افتح نافذة الحياة لمفاصلك.
وضعية جلوسك قد تُكلّفك صحتك
الجلوس المنحني، أو النظر لشاشة منخفضة، يضغط على الرقبة، والظهر، والركبتين.
اجعل الشاشة في مستوى العين، وثبّت الذراعين بزاوية 90 درجة، واترك قدميك مفرودتين على الأرض.
الوضعية ليست رفاهية… بل استثمار في صحتك.
5 دقائق من التمارين تغيّر يومك
هل تعتقد أن الجلوس بلا حركة “آمن”؟ الحقيقة أنه يضعف مرونة المفاصل بمرور الوقت.
حركات بسيطة مثل دوران الرقبة، تمديد العمود الفقري، وتحريك الكتفين، تحميك من الشدّ العضلي وتُنعش مفاصلك.
نقص فيتامين D… العدو الخفي للعظام
داخل المكاتب المغلقة والمكيّفة، تغيب الشمس وتحضر الهشاشة.
فيتامين “د” ليس مجرد مكمل، بل الأساس الذي يقوّي عظامك ويحمي مفاصلك. لا تهمله، افحصه، وعالجه بإشراف طبي.
حذاؤك يُخبر مفاصلك من أنت
الكعب العالي، الأحذية الضيقة، أو غير المبطنة، كلها تُربك توازن الجسم وتضغط على الركبتين.
اختر أحذية مريحة، مدعّمة، تساعدك على الحركة لا تعرقلها.
ما تأكله يكتب مستقبل عظامك
وجبات فقيرة بالبروتينات والمعادن تُسرّع تآكل المفاصل وتضعف العظام.
أدرج في غذائك البيض، العدس، المكسرات، البذور، والكالسيوم.
الغذاء ليس فقط طاقة، بل بُنية جسدك من الداخل.
الحركة.. العلاج الأبسط والأقوى
25 دقيقة من المشي يوميًا، ركوب الدراجة، أو التمدد، قد تقيك من سنوات من الألم المزمن والتدهور الحركي.
لا تترك جسدك يجلس على الهامش… حرّكه، كي لا يتحلل بصمت.
في زمن الشاشات… الوقاية قرار يومي
صحة مفاصلك ليست مرهونة بالعلاج، بل بـخياراتك اليومية: كيف تجلس، ماذا تأكل، وكم تتحرك.
هي ليست تغييرات جذرية، بل وعي صغير يكرر نفسه كل يوم… لأن عظامك تستحق أكثر من مجرد “ستوري” عابر.