ورزازات – إدريس اسلفتو
في مشهد تقشعر له الأبدان، استفاق سكان دوار أسفالو بجماعة أيت زينب، إقليم ورزازات، على وقع فاجعة إنسانية مدوية.
جثة رضيع حديث الولادة، وُجدت مهملة بجانب سور مقبرة أكنونين، في مشهد صادم أعاد إلى الواجهة أسئلة مؤلمة عن القيم، والمسؤولية، وحدود الرحمة في قلوب البعض.
حين تُدفن البراءة قبل أن تحيا
بحسب المعطيات الأولية، فإن الرضيع تم التخلص منه بطريقة غير إنسانية، ما أدى إلى وفاته في ظروف مأساوية.
الحادث خلف حالة من الذهول والحزن العميق في نفوس سكان المنطقة، الذين عرفوا دومًا بأخلاقهم العالية واحترامهم للحياة وللقيم المجتمعية، مما زاد من وقع الصدمة وحدّتها.
الدرك يدخل على الخط.. والعدالة تترقّب
وفور التوصل بالبلاغ، تحركت عناصر الدرك الملكي بسرعة إلى مكان الحادث، مرفوقة بالسلطات المحلية، حيث باشرت تحقيقًا معمقًا تحت إشراف النيابة العامة لكشف ملابسات هذه الجريمة البشعة.
التحقيقات جارية لتحديد هوية مرتكب (أو مرتكبي) هذا الفعل الذي هز ضمير كل من بلغه النبأ، في انتظار تقديم الجناة للعدالة.
من المسؤول عن هذه الجرائم الصامتة؟
ليست هذه أول حالة يُعثر فيها على رضيع مرميّ، وكأنّ بعض الأرواح أضحت بلا قيمة في عيون من لا يقدّرون نعمة الحياة.
الواقعة تطرح أسئلة حارقة عن غياب التوعية، وضياع المسؤولية، وتآكل الروابط الأسرية والاجتماعية التي من المفترض أن تحمي مثل هذه الأرواح البريئة.
رسالة مؤلمة… والمجتمع في مرآة هذه الجريمة
هذه الجريمة ليست فقط مسؤولية فرد، بل هي جرس إنذار لمجتمع بأكمله.
ما حدث قرب سور مقبرة أكنونين يجب ألا يُطوى كخبر عابر، بل يجب أن يُطرح كقضية رأي عام، تستدعي تدخلاً عاجلاً من المؤسسات التربوية والدينية والاجتماعية لتطويق مسببات مثل هذه الكوارث.
لأن حياة طفل لا يجب أن تنتهي هكذا
قد يكون الرضيع قد رحل في صمت، لكن صرخته الخفية يجب أن تظل حيّة في ضمائرنا…
لعلها توقظ ما تبقّى من إنسانية في النفوس، وتدفع نحو واقع أكثر وعيًا، حيث لا يُلقى الأطفال على قارعة الإهمال، ولا تموت البراءة قبل أن تبدأ.