نبيل أخلال – الحسيمة
في مشهد حزين يعيد إلى الأذهان سلسلة الحوادث التي تشهدها الطرق الوطنية، لقي شخصان مصرعهما وأصيب اثنان آخران بجروح متفاوتة الخطورة، زوال يوم الإثنين 4 غشت، إثر حادث سير مروع على مستوى جماعة السطيحات، التابعة لإقليم شفشاون، على الطريق الوطنية رقم 16 الرابطة بين الحسيمة وشفشاون.
اصطدام ثلاثي قاتل… العائلة تُفجع على الطريق
وبحسب المعطيات الأولية، فإن الحادث وقع نتيجة اصطدام مباشر بين ثلاث سيارات خفيفة، مما أسفر عن وفاة شخصين في عين المكان، ينحدران من مدينة طنجة وينتميان إلى نفس العائلة، فيما أصيب راكبان آخران بجروح وُصفت بـ”المتفاوتة الخطورة”، استدعت نقلهما بشكل عاجل إلى المستشفى الإقليمي بشفشاون لتلقي العلاجات الضرورية.
تدخل عاجل للسلطات وفتح تحقيق في أسباب الحادث
عقب الحادث، هرعت عناصر الدرك الملكي مرفوقة بالسلطات المحلية وفرق الوقاية المدنية إلى عين المكان، حيث تم تأمين محيط الحادث ونقل الجثتين إلى مستودع الأموات. كما تم فتح تحقيق فوري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، لكشف ملابسات الحادث وتحديد أسبابه الحقيقية.
الطريق الوطنية رقم 16… نزيف مستمر وأرواح تُزهق
الحادث أعاد من جديد إلى الواجهة التحذيرات المتكررة من خطورة الطريق الوطنية رقم 16، والتي تُعرف بكونها واحدة من أكثر المحاور الساحلية دموية بالمغرب، بسبب وعورة تضاريسها وضعف بنيتها التحتية ومحدودية شروط السلامة المرورية.
إلى متى تستمر المجازفة بالحياة على هذا الطريق؟
في ظل تكرار المآسي، تتعالى الأصوات مجددًا للمطالبة بـإعادة تهيئة الطريق الوطنية رقم 16، وتعزيز الإنارة، وتكثيف المراقبة المرورية، ووضع علامات التشوير الكافية، حمايةً للأرواح وتفاديًا لمزيد من الفواجع.
رحيل مؤلم ورسالة مفتوحة إلى المسؤولين
رحيل شخصين من عائلة واحدة في حادث مأساوي كهذا، لا يجب أن يُختزل في بلاغ رسمي، بل هو صرخة وجع في وجه الإهمال، ورسالة موجهة إلى كل من بيده قرار تغيير الواقع.
الطريق لا تغفر، ولكن المسؤولية قد تنقذ حياة.