الزمامرة – سعيد الحبشي
في خطوة ميدانية تُحسب للسلطات المحلية، شُنت حملة تطهيرية واسعة بسوق شطيبة الواقع بالقرب من مسجد الحسني بمدينة الزمامرة، وذلك بتنسيق محكم بين السلطات المحلية، الأمن الوطني، والمجلس البلدي، بهدف إعادة تنظيم هذا الفضاء التجاري العشوائي الذي طالما شكل نقطة اختناق وفوضى.
من الفوضى إلى التنظيم… الباعة يُنقلون إلى موقع مؤقت
همّت العملية تنقيل الباعة الجائلين وتجميعهم بشكل منظم داخل موقع مؤقت جرى تهيئته مسبقًا بالقرب من مفوضية الشرطة، في انتظار انتهاء أشغال بناء السوق المركزي “الانبعاث“، الذي يُرتقب أن يشكّل فضاءً عصريًا يضمن كرامة التاجر ويحترم مظهر المدينة.
ارتياح شعبي… ووعي جماعي بأهمية التغيير
العملية لاقت استحسانًا واسعًا من طرف المواطنين، الذين عبّروا عن ارتياحهم لهذه الخطوة التي طال انتظارها، معتبرين أن مثل هذه المبادرات تُعيد الاعتبار للنظام العام، وتحسّن جودة الحياة في محيط المسجد والأسواق.
“الناس ولاو كيشوفو المدينة كتتنفس… ما بقاش داك الزحام والضجيج قدام المسجد”، يقول أحد سكان الحي في تصريح تلقائي يعكس حجم التغيير.
ليس مجرد ترحيل… بل خطوة نحو مدينة تستحق الأفضل
هذه الحملة لم تكن فقط إجراءً تقنيًا لتفكيك سوق عشوائي، بل تمثل تحولًا في النظرة نحو الفضاءات العمومية، حيث يلتقي الأمن، والكرامة، والنظافة، في مشهد جديد يُعيد الثقة بين المواطن والمؤسسات.
السلطات تُظهر أن بإمكانها أن تتحرك، وأن تُحدث الفرق عندما تتوفر الإرادة، ويُبنى القرار على رؤية تشاركية مدروسة.
الزمامرة تتغير… والمستقبل يبدأ من هنا
الحملة الحالية قد تكون بداية دينامية جديدة في تدبير الفضاءات التجارية بمدينة الزمامرة، ومؤشرًا على أن التغيير ممكن حين تتضافر الجهود بين مختلف الأطراف.
الرهان الآن هو على مواصلة هذا النهج، ومواكبة الباعة لضمان انتقال سلس نحو سوق مستدام يليق بالساكنة والتجار على حد سواء.