إعداد : حسين أزهر
وجّه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، رسالة سامية إلى المجلس العلمي الأعلى بمناسبة مرور خمسة عشر قرنًا على ميلاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
الرسالة، التي تلاها وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق بالرباط، حمّلت توجيهات ملكية لإحياء هذه الذكرى الخالدة بأنشطة علمية وروحية وثقافية تليق بالمقام النبوي الشريف، وتستجيب لتطلعات المغاربة في التعبير عن حبهم العميق للرسول عليه الصلاة والسلام.
الصحة الروحية والتحرر من الأنانية
شدد جلالة الملك في رسالته على أن أعظم ما جاء به النبي الكريم هو التوحيد، داعيًا العلماء إلى توضيح أن الترجمة الأخلاقية لهذا المبدأ في عصرنا تكمن في تربية الأجيال على التحرر من الأنانية، سواء في حياتهم الفردية أو الجماعية.
دروس ومحاضرات… ومجالس علمية نابضة بالحياة
دعت الرسالة إلى تنظيم دروس ومحاضرات وندوات علمية في المساجد والجامعات والفضاءات العامة، مع استخدام لغة عصرية قريبة من الشباب. كما شددت على أهمية التواصل الإعلامي الرصين للتعريف بالسيرة النبوية، بما يضمن وصول رسالتها إلى كل شرائح المجتمع.
شكرا لله… وشكرا للإرث النبوي
الملك أكد أن إحياء هذه الذكرى ليس فقط مناسبة للاحتفاء، بل أيضًا شكر لله تعالى على أن جعل إمامة المغرب من نسل الرسول صلى الله عليه وسلم، وعلى ما أتاح لملوك الدولة العلوية من خدمة الهدي النبوي وحماية تعاليمه.
جهود الملوك المغاربة… إرث متجدد
وجّه جلالته المجلس العلمي إلى التعريف بجهود ملوك المغرب في خدمة السنة النبوية والحديث الشريف، مع إصدار نشرة علمية لكتاب السلطان محمد بن عبد الله “الفتوحات الإلهية في أحاديث خير البرية”.
المغرب… حارس الأمانات الثلاث
الرسالة الملكية أبرزت تفوق المغاربة في رعاية الأمانات التي جاء بها الرسول:
- القرآن الكريم: حفظًا وتجويدًا وتفسيرًا.
- التزكية الروحية: عبر التصوف القائم على محبة الرسول والاقتداء به.
- المديح والسماع: كغذاء للوجدان وتعبير عن محبة النبي.
الصلاة على النبي… طاقة روحية ووحدة جماعية
دعا جلالته المجالس العلمية إلى تنظيم مجالس حافلة بالصلاة على النبي، بحضور العلماء والذاكرين وعموم الناس، مع التوجه بالدعاء لحفظ المغرب وأمنه واستقراره.
إشراك الجالية المغربية والعمق الإفريقي
شددت الرسالة الملكية على ضرورة إشراك المغاربة المقيمين بالخارج في هذه الفعاليات عبر المجلس العلمي المغربي لأوروبا، إلى جانب تعزيز البعد الإفريقي عبر “مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة”.
رسالة أمل… ورؤية إنسانية
اختتم الملك محمد السادس رسالته بالدعاء بأن يظل المغرب منارة لمحبة النبي وأهل بيته وصحابته الكرام، مؤكدًا أن إحياء هذه الذكرى ليس مجرد احتفال تاريخي، بل تجديد للصلة الروحية، وتجسيد لرؤية إنسانية تدعو إلى السلم، التضامن، وغرس مكارم الأخلاق.