في خضم نقاش متصاعد حول حقوق التأليف في السينما المغربية، خرج الكاتب والسيناريست محمد المويسي ليدحض تصريحات المخرج عبد السلام الكلاعي بشأن ملكية سيناريو فيلم “الليل حين ينتهي“، مؤكداً أن العمل من كتابته منذ سنة 2012، وأن الكلاعي لم يسهم في صياغة أي جملة فيه.
اتهامات بالسطو وتغييب الحقوق
المويسي شدد على أن الكلاعي “أدرج اسمه ككاتب للسيناريو دون وجه حق”، مضيفاً أن الأخير تجاهل حقوقه المالية في العمل، بل ونسب إلى نفسه سيناريو فيلم “سوناتا ليلية“ الذي عُرض مؤخراً في القاعات، متجاهلاً دوره كمؤلف رئيسي. وأوضح أن محاولاته لحل النزاع ودياً باءت بالفشل، ليلجأ إلى وضع شكاية رسمية لدى المركز السينمائي المغربي.
رد الكلاعي: السيناريو من تجربة شخصية
في المقابل، نفى الكلاعي اتهامات “السطو”، مؤكداً أن فكرة “الليل حين ينتهي“ انبثقت من تجربة شخصية عاشها إثر فقدان والده، وأن العمل يمثل “إهداءً لروحه”. وأضاف أنه يكتب عادةً نصوصه بنفسه بالتعاون مع كتاب آخرين تحت إشرافه الكامل، مبرزاً أن العقد الموقع مع المويسي ينص على شراكة واضحة في كتابة السيناريو.
صراع بين الاعتراف الفني والحقوق الأدبية
الكلاعي ذهب أبعد من ذلك، معتبراً أن من يحاول “البحث عن الشهرة من خلال اسمه” لن ينجح، لأن مستوى الكتابة –حسب تعبيره– كفيل بكشف الفرق للجمهور. لكن المويسي رد بسؤال استنكاري: “كيف يعقل أن يتعاون معي في سبعة أعمال إن كنت كاتباً ضعيفاً؟”.
أزمة تكشف هشاشة المنظومة
القضية التي فجّرت جدلاً واسعاً في الأوساط الفنية، أعادت إلى الواجهة سؤالاً أعمق: كيف تُصان حقوق الكتاب في السينما المغربية؟ وهل يكفي التوقيع المشترك على العقود لحماية الجهد الإبداعي من التهميش أو السطو؟
الجواب، على ما يبدو، لن يخرج من قاعات المحاكم فقط، بل من نقاش أوسع حول العدالة الإبداعية وحق كل مبدع في الاعتراف بجهده.