كاتبة رآي : رجاء فضايل
في هذا المسرح الوجودي، نلبس ونخلع أقنعة، نصيب ونخطئ، نبرأ وندان، نحب ونرفض…
نسعى لكتابة نصنا الخاص، فنحن مشروع لا يكتمل إلا باختيارنا، نبدو كالغرباء وسط الجماعة، رافضين الانصياع إلى ما يفرضه المجتمع الأمر الذي يضعنها في موقع الآخر أو المختلف، هكذا نبدو للكثير وهنا تكمن أعظم مخاوفنا بشأن الهوية !!!
هل نصبح ما نريد ام ما يطلبه المجتمع؟؟؟
وكباقي المقنعون، نقف على قمة الوهم، نرتديه براقا لامعا كالذهب، يتخلله فراغ مظلم لا يراه أحد.
نغيره حسب المواقف ونتقمص أشكالا لا تمثلنا، وقد يتحول القناع إلى سجن لذاتنا الحقيقية، نخفي في زواياها المظلمة وجوهًا لا نجرؤ على مواجهتها، ونمضي بين آنا نتصورها نقية وأخرى تنعكس في مرآة الآخر…
نضيع بين ما نحن عليه، وما يتوجب علينا اظهاره للآخر، نبتسم حينما تنهشنا الخيبات، مثقلين بالصمت وبين ثناياه ألف كلمة تصرخ من الداخل، ثم إننا نلتقط انعكاس الجميع لكي ننسى وجهنا الحقيقي بين الألوان المنعكسة، خشية ان لا نجد ملاذا في أعين الآخر، ولكي ننجو من قسوة الجلادين وأحكام الغير …
وهكذا يتخفى الإنسان ككائن منسجم مع التيار دون أن يعلم ان الفضيلة ليست في الانصياع للعرف بل في معرفة الذات وضبطها.