إعداد : ياسين فنان
في خطوة غير مسبوقة، تستعد الساحة الإعلامية والاتصالية بالمغرب لاحتضان المناظرة الوطنية الأولى حول الإشهار يوم 8 أكتوبر المقبل، في حدث يُرتقب أن يشكل محطة حاسمة لإعادة التفكير في مستقبل قطاع يلامس يوميًا حياة المواطن ويؤثر في اختياراته الاستهلاكية.
المناظرة تجمع تحت سقف واحد مؤسسات إعلامية ووكالات إشهار وخبراء في الاتصال والتسويق، إضافة إلى الهيئات التنظيمية والقطاعات الحكومية، بهدف صياغة تصور جديد يوازن بين ديناميات السوق وحقوق المستهلك، ويعزز صورة الإشهار كرافعة اقتصادية وتنموية.
اللقاء يأتي في ظرفية دقيقة يطبعها التحول الرقمي السريع وهيمنة المنصات الاجتماعية، وما يرافق ذلك من تحديات، أبرزها انتشار الإعلانات المضللة وصعوبة ضبطها قانونيًا. وهو ما يجعل النقاش حول الإطار التشريعي والتنظيمي مسألة ملحة، إلى جانب التأكيد على قيمة الإبداع والابتكار في بناء حملات تواصلية ناجحة تحترم القيم المجتمعية والهوية الوطنية.
أكثر من مجرد نقاش اقتصادي، يمثل هذا الموعد الوطني فرصة للتفكير في العلاقة الإنسانية بين الإعلان والمتلقي: كيف يمكن حماية المستهلك من التضليل دون خنق حرية الإبداع؟ وكيف يمكن تحويل الإشهار من مجرد أداة تسويقية إلى قوة ثقافية تساهم في التنمية؟
وينتظر أن تخلص أشغال المناظرة إلى توصيات عملية تضع خارطة طريق للنهوض بالقطاع، وتضمن شفافية أكبر داخل سوق يشهد منافسة محتدمة وتغيرات سريعة بفعل الثورة الرقمية.