كشف الممثل الأيرلندي كولين فاريل أن أصعب تجربة مرّ بها في مسيرته الفنية كانت خلال تصوير فيلم “الإسكندر” عام 2004 في صحراء المغرب. وأوضح أن تصوير مشاهد معركة “غوغميلا” التاريخية استغرق أربعة أسابيع كاملة، وسط حرارة خانقة وغبار كثيف وفوضى عارمة، واصفًا التجربة بـ”الجحيم اليومي”.
أخطر المشاهد: الفيلة والخيول
فاريل أكد أن مشهد الفيلة كان الأكثر خطورة على الإطلاق، إذ شارك فيه ثمانية فيلة، ومئتا حصان، ونحو 800 رجل في آن واحد. ولفت إلى أن أحد المشاركين أصيب بكسر في ساقه، معتبراً أنه كان من “المعجزات” أن الحادث لم يسفر عن وفيات، بالنظر إلى حجم المخاطر.
إخفاق في الشباك ونجاح شخصي
ورغم أن الفيلم لم يحقق النجاح التجاري المنتظر في شباك التذاكر، إلا أن فاريل شدّد على أن التجربة كانت محطة استثنائية في مسيرته، بفضل المخرج أوليفر ستون الذي وصفه بـ”القائد الحقيقي”، بعدما دفع فريقه إلى أقصى حدود طاقتهم الجسدية والنفسية.
ما وراء المغامرة السينمائية
بالنسبة لفاريل، لم يكن تصوير “الإسكندر” في المغرب مجرد مغامرة فنية، بل رحلة اكتشاف مهنية وشخصية. فقد علّمته التجربة أن التمثيل ليس مجرد أداء أمام الكاميرا، بل يتطلب أحياناً التضحية بالجسد والروح في سبيل العمل الفني.
البعد الإنساني للتجربة
في شهادته، بدا فاريل وكأنه يستحضر ذكريات لم تفارقه منذ عقدين. فبين حرارة الصحراء ومخاطر الحيوانات وضغط التصوير، اختبر معنى التضامن بين طاقم العمل، وتذوق حدود الصبر الإنساني. وهي تجربة، رغم قسوتها، جعلته أكثر نضجاً ووعياً بقيمة الفن والتضحية التي يتطلبها.