في مشهد يجمع بين التاريخ والعشق المغربي للطريق، انطلق اليوم الأحد من ساحة دار البارود بطنجة رالي “المسيرة الخضراء.. طريق العيون”، بمشاركة أكثر من خمسين سيارة كلاسيكية، تمثل حقبًا مختلفة من تاريخ المملكة، في احتفال وطني يخلّد الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة.

من معرض الذاكرة إلى طريق الصحراء
قبل أن يدوي هدير المحركات نحو الجنوب، فتحت ساحة المرسى بطنجة أبوابها، أمس السبت، أمام الجمهور في معرضٍ مفتوحٍ للسيارات المشاركة. كان الحدث أكثر من مجرد عرضٍ ميكانيكي؛ كان لقاءً بين أجيالٍ من العشق للسيارات، وألوانٍ من الحنين إلى الماضي.
توقف سكان طنجة أمام سيارات تعود إلى خمسينيات وستينيات القرن الماضي، شاهدة على أناقة الزمن، بعضها تحف فنية نادرة، وبعضها الآخر لا يزال يحتفظ بنبض الطريق وأصوات المدن القديمة.

رحلة وطنية على خطى المسيرة
ينطلق الرالي من طنجة، ليعبر العرائش والرباط ومراكش وأكادير وكلميم وطرفاية، وصولًا إلى العيون المغربية، حاملاً معه رمزية المسيرة الخضراء التي وحدت الأرض والذاكرة.
ليست مجرد رحلة رياضية، بل قافلة وطنية تستعيد روح التضامن والوحدة، تسير في الاتجاه ذاته الذي سارت فيه قلوب المغاربة قبل نصف قرن، حين لبّت نداء الحسن الثاني في مسيرة لا تزال تكتب فصولها في الوجدان.

رسالة الوفاء للأرض والذاكرة
رالي “طريق العيون” يختصر في مساره قصة وطنٍ لا ينسى محطاته. فكل توقفٍ في مدينة هو احتفاءٌ بمكانٍ شارك في صنع التاريخ، وكل سيارة كلاسيكية تروي حكاية جيلٍ من الحلم والعمل.
على الطريق الطويل الممتد من شمال البلاد إلى جنوبها، تمتزج رائحة البنزين بعبق الوطنية، ويُعاد سرد المسيرة الخضراء بلغة السرعة، والولاء، والحنين.














