إعداد: أمين دنون
في مشهدٍ يمزج بين الحماسة الرياضية وروح الانتماء الوطني، انطلقت بمدينة الداخلة فعاليات النسخة الثانية من المسابقة الدولية للصيد السياحي والرياضي، احتفاءً بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة.
الحدث، الذي يجمع بين التحدي والاحتفاء، أعاد للواجهة صورة الداخلة كوجهة عالمية تستقطب عشاق البحر، وتحوّل شواطئها إلى فضاء للرياضة، والسياحة، والدبلوماسية الناعمة.
حضور رسمي وطني في أجواء احتفالية راقية
عرف حفل الافتتاح، الذي احتضنته ساحة الداخلة الكبرى، حضور شخصيات مدنية وعسكرية وفعاليات رياضية مرموقة، من بينها محمد مقتبل رئيس الجامعة الملكية المغربية للكراطي، إلى جانب ممثلين عن المكتب الشريف للفوسفاط، والمكتب الوطني المغربي للسياحة، والمندوبية الجهوية لكل من وزارتي السياحة والصيد البحري.
توحّدت هذه الأسماء في احتفالية تليق بمكانة الداخلة، التي أصبحت رمزًا للسلام والازدهار في الجنوب المغربي، ومنصةً لتجسيد رؤية المملكة في تطوير السياحة المستدامة وربطها بالرياضة والمسؤولية البيئية.

تألق مغربي على أمواج الأطلسي
في اليوم الأول من المنافسة، التي جرت بشاطئ الجرف الأصفر، برز الصيادون المغاربة بقوة في صنف الرجال، مسيطرين على المراتب الثلاث الأولى:
- يونس سعود في المركز الأول بـ16702 نقطة،
- يليه رضا الزناكي بـ9264 نقطة،
- ثم فتحي بوعجاج ثالثًا بـ7924 نقطة.
أما في فئة السيدات، فقد فازت غونزاليس ليان أولغا من جبل طارق بالمركز الأول بـ1596 نقطة، متقدمة على المغربية ماريا بنجلون، التي أبدت أداءً متميزًا منحها المركز الثاني بـ759 نقطة، فيما حلت الإسبانية ساندرا سابات ثالثة بـ625 نقطة.
تألّقٌ مغربيٌ حمل أكثر من معنى، إذ تجاوز حدود الرياضة إلى رمزية السيادة والتفوق، في لحظةٍ تؤكد أن الداخلة ليست فقط عاصمة للرياضات البحرية، بل أيضًا عنوانٌ للطموح المغربي المفتوح على العالم.
الداخلة.. أيقونة بحرية بروح عالمية
تحولت المسابقة إلى يوم وطنيٍ بطعمٍ عالمي، جمع بين التنافس الشريف وحب البحر والبيئة.
فكل موجةٍ كانت تصفق للمشاركين، وكل سمكةٍ مصطادة كانت تروي حكاية عن علاقة المغاربة بالبحر، تلك العلاقة التي تجمع بين الرزق، والهوية، والمغامرة.
الحدث لم يكن فقط رياضيًا، بل دبلوماسيًا أيضًا، إذ أكد قدرة الداخلة على أن تكون جسرًا للتواصل الدولي وواجهةً تليق بصورة المغرب الجديدة: بلدٌ يجمع بين الأصالة والطموح، وبين إرث المسيرة وروح المستقبل.
رياضة.. سياحة.. ووطنية متجددة
من خلال هذه التظاهرة، تؤكد الداخلة من جديد أنها أكثر من مجرد مدينة بحرية، بل رؤية مغربية متكاملة لاقتصادٍ مستدامٍ يحتفي بالطبيعة ويصونها.
فعلى امتداد الشاطئ، كانت الرياضة تتحدث لغة واحدة: حب الوطن.














