الخميسات – تولي المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، أهمية خاصة للتعاونيات باعتبارها تجمع أشخاص ذاتيين أو اعتباريين، من خلال المواكبة المالية والتقنية، بالاضافة إلى كونها تساهم في خلق مناصب الشغل وتحقيق التنمية.
وتعتبر التعاونيات من الخيارات الاستراتيجية المساهمة في تنشيط الاقتصادات المحلية، عبر برامجها التي تستهدف مختلف الفئات العمرية، وهو ما يتجلى في الإرتقاء بالوضع السوسيو-اقتصادي للفئات الهشة.
وتجسد تعاونية “الأسرة” التي تأسست سنة 2013 بإقليم الخميسات، أحد قصص نجاح التعاونيات بالإقليم العابرة للحدود، التي تشرف على ورشة للخياطة وتصدير “اللباس الموحد” سواء العسكري أو المدني لبعض الدول الأوروبية.
وفي هذا الصدد، قال رئيس التعاونية آدم البوخاري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن مشروع التعاونية استفاد من دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية برسم مرحلتها الثانية 2011-2015 بدعم مالي قدره 210 ألف درهم.
وأوضح السيد البوخاري أنه بفضل العمل الدؤوب وكفاءة اليد العاملة في التعاونية، التي انتقلت من 20 إلى 100 مستخدم، سجلت مردودية الإنتاج قفزة نوعية بحيث يتم إنتاج ما بين 300 إلى 500 قطعة في اليوم الواحد.
ولا يقتصر دور المبادرة في تحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للساكنة، بل يمتد إلى برامج تهدف للحفاظ على الموروث اللامادي، وهو مجال نشاط تعاونية “صفاء أناقة وإبداع” المتخصصة في الخياطة التقليدية والعصرية والتي تأسست سنة 2017 بدعم من المبادرة بمبلغ 105 آلاف درهم.
وفي هذا الإطار، قالت رئيسة التعاونية، نعيمة روماني، في تصريح مماثل، إن التعاونية تقوم بتكوين وتقوية الكفاءات المحلية بواسطة التدرج المهني، مشيرة إلى أن الحفاظ على الموروث اللامادي المتمثل في طرز القفطان والتكشيطة المغربيين يعد الرهان الأكبر الذي تحمله على عاتقها التعاونية ونقله عبر الأجيال.
وأضافت أن مجال تدخل التعاونية يهم الأنشطة المدرة للدخل، موضحة أنها تلبي طلبات الزبناء عبر تسويق المنتوجات في وسائل التواصل الاجتماعي، والمشاركة في المعارض الوطنية والدولية، والقيام بأنشطة اجتماعية وثقافية.
وغير بعيد عن تعاونية “صفاء أناقة وإبداع”، يوجد محل للنجارة الحرفية بالحي الصناعي بالخميسات، لتعاونية “إتحاد للنجارة الفنية الانتاجية”، التي استفادت من دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية قدره 105 آلاف درهم .
وأوضح أمين مال التعاونية، ياسين أوعقة، أن هذا المشروع لقي نجاحا وإقبالا من لدن الساكنة، منوها بالمساهمة القيمة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
وذكر أن مثل هذه المشاريع تحافظ على التراث التقليدي المغربي، مشيرا إلى عملية تعزيز الإنتاج باقتناء آلات عصرية ساهمت في تطوير الأعمال التي تشرف عليها التعاونية.
وفي سياق متصل، أكدت المكلفة بالتواصل بقسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم الخميسات، ليلى الأحمدي، أن التعاونيات حظيت بمكانة هامة منذ البدايات الأولى للمبادرة التي أعطى إنطلاقتها صاحب الجلالة الملك محمد السادس سنة 2005.
وأضافت أن برنامج الإدماج الاقتصادي للشباب، الذي يتضمن محور الاقتصاد التضامني يستهدف التعاونيات، مبرزة أن تمويل المشاريع يتم في إطار سلاسل الإنتاج التي تهم إقليم الخميسات وخصوصيات المنطقة.
يشار إلى أن حصيلة برنامج تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب في المرحلة الثالثة (محور الاقتصاد الاجتماعي والتضامني) بإقليم الخميسات، عرفت إنجاز 21 مشروع تعاونية بغلاف مالي إجمالي 7.9 مليون درهم خلال الفترة 2019-2023 ساهمت فيه المبادرة ب 4.74 مليون درهم. كما تمت برمجة إحداث 73 مشروع بغلاف مالي 10.54 مليون درهم من بينها 16 تعاونية برسم سنة 2024.
