بقلم يوسف كركار
شهد مستشفى الحسن الثاني بمدينة الداخلة مأساة إنسانية جديدة، حيث توفيت سيدة وجنينها أثناء الولادة نتيجة ما وُصف بالإهمال الطبي. الحادثة التي وقعت ليلة أمس أثارت استياءً واسعًا في صفوف عائلة الضحية والمجتمع المحلي، وسط مطالب بفتح تحقيق شامل لتحديد المسؤوليات ومحاسبة المتورطين.
تفاصيل الحادثة
وفقًا لمصادر مقربة من العائلة، دخلت السيدة المستشفى في حالة ولادة طبيعية مساء أمس، إلا أن تأخر التدخل الطبي وغياب متابعة فورية من الطاقم الطبي حال دون إنقاذ حياتها وحياة جنينها. ورغم تدهور حالتها الصحية أثناء الليل، لم تُبادر الإدارة بإعلام العائلة بالمستجدات، حيث لم يتم إخبارهم بالوفاة إلا في صباح اليوم التالي.
اتهامات وتقصير
اتهمت عائلة الضحية إدارة المستشفى والطاقم الطبي بالتقصير، مشيرة إلى أن الحالة لم تحظَ بالرعاية الكافية، رغم المناشدات المتكررة. وأكد أحد أفراد الأسرة أن غياب الأطباء المختصين أثناء الحادثة كان عاملًا حاسمًا في تفاقم الوضع، إلى جانب التأخر في اتخاذ الإجراءات الطارئة لإنقاذ الأم وجنينها.
ردود الفعل
الحادثة أثارت موجة من الغضب والاستياء على منصات التواصل الاجتماعي، حيث طالب العديد من النشطاء بضرورة تحسين خدمات القطاع الصحي في الداخلة والمناطق النائية بشكل عام. كما شددوا على أهمية تعزيز المراقبة والمساءلة في المؤسسات الصحية لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث المأساوية.
مطالب بالتحقيق
من جانبها، دعت منظمات حقوقية ومجتمع مدني إلى فتح تحقيق عاجل ومستقل في الحادثة، مؤكدين أن مثل هذه الوقائع تعكس التحديات الكبرى التي يواجهها القطاع الصحي في المغرب، خاصة في المناطق البعيدة.
واقع القطاع الصحي بالداخلة
تعاني الداخلة، كغيرها من المناطق النائية، من نقص حاد في الأطر الطبية والتجهيزات الضرورية، مما يضع حياة المرضى في خطر، لا سيما في الحالات الحرجة مثل الولادة. ويرى العديد من المتابعين أن تحسين الخدمات الصحية في المناطق النائية يجب أن يكون أولوية وطنية للحد من مثل هذه الكوارث الإنسانية.
الخلاصة
تظل وفاة الأم وجنينها تذكيرًا مؤلمًا بضرورة العمل الجاد لتحسين واقع القطاع الصحي وضمان حقوق المواطنين في الحصول على خدمات صحية كريمة وفعالة. ويبقى الأمل معلقًا على التحقيق المرتقب لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء الحادثة، واتخاذ التدابير اللازمة لمنع تكرارها.