تفكيك خلية حد السوالم: مخطط دموي بإشراف داعش في الساحل

بنعيسى صمصم30 يناير 2025آخر تحديث :
تفكيك خلية حد السوالم: مخطط دموي بإشراف داعش في الساحل

ارتباط مباشر بقيادي في الساحل

كشف مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، الشرقاوي حبوب، خلال ندوة صحفية عقدت اليوم الخميس بسلا، أن التحقيقات حول خلية حد السوالم أظهرت صلتها المباشرة بأحد قيادات تنظيم داعش في منطقة الساحل، والذي لعب دورًا محوريًا في تجنيد عناصرها وتسريع عملية تبنيهم للأيديولوجيا المتطرفة عبر محتويات رقمية مشحونة بالكراهية والعنف.

الدعاية السيبرانية.. مصنع الإرهابيين الجدد

وأوضح حبوب أن المواد الرقمية التي تلقاها أفراد الخلية كانت تهدف إلى تحويلهم إلى “أدوات موت”، يتم توجيهها بسرعة لتنفيذ عمليات إرهابية دموية، تتضمن القتل الوحشي والتمثيل بالجثث والتفجيرات العشوائية، ضمن استراتيجية داعشية تُعرف بـ”حرب الاستنزاف”.

التكنولوجيا في قبضة التطرف

أكد المسؤول الأمني أن هذه الخلية تكشف مجددًا عن الخطر المتزايد لإساءة استخدام التكنولوجيا من قبل التنظيمات الإرهابية، حيث أصبحت منصات التواصل الاجتماعي ساحة مفتوحة لنشر الدعاية المتطرفة، والتخطيط لعمليات على غرار “الذئاب المنفردة”. وكشف أن الأجهزة الأمنية المغربية أوقفت منذ 2016 أكثر من 600 متطرف نشطوا على هذه المنصات، وكانوا يخططون لعمليات إرهابية.

تجمعات افتراضية وتعليمات قتالية

وأضاف حبوب أن أعضاء الخلايا الإرهابية باتوا يستخدمون الفضاء الرقمي لإنشاء تجمعات سرية، حيث يتبادلون المهارات القتالية وتقنيات تصنيع المتفجرات والسموم، مما سرّع وتيرة انتشار التطرف، خصوصًا في أوساط القاصرين والشباب.

مخططات تخريبية وأهداف محددة

وكشف مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية أن خلية “الأشقاء الثلاثة” كانت بصدد تنفيذ سلسلة من العمليات الإرهابية تستهدف مواقع أمنية حساسة، إلى جانب مراكز تجارية يرتادها مواطنون وأجانب، حيث قام أفرادها برصد هذه المواقع وتصويرها من زوايا متعددة، ووضع مخططات دقيقة لمنافذ الهجوم والهروب.

لوجستيك الإرهاب.. تحضير للدمار

أشار حبوب إلى أن أفراد الخلية قاموا باقتناء مواد كيميائية ومعدات متطورة تُستخدم في تصنيع المتفجرات، محاولين التضليل عبر تنويع أماكن الشراء لتجنب رصد تحركاتهم الأمنية. كما زودوا أنفسهم بأسلحة بيضاء ضخمة، استعدادًا لتنفيذ عمليات تصفية وحشية، مستلهمين أساليبهم من مقاطع فيديو دموية أرسلها إليهم قادة داعش في الساحل.

الساحل.. بؤرة تهديد متصاعدة

وشدد حبوب على أن منطقة الساحل الإفريقي باتت تشكل تهديدًا متزايدًا للمغرب، حيث لوحظ منذ 2022 أن معظم المتطرفين المعتقلين كانت لديهم روابط بهذا المعقل الإرهابي. وكشف أن السلطات الأمنية المغربية فككت أكثر من 40 خلية إرهابية على صلة بداعش والقاعدة في هذه المنطقة، كما رصدت مغادرة 130 متطرفًا مغربيًا للانضمام إلى “ساحات الجهاد” هناك.

يقظة أمنية مستمرة

أكد حبوب أن تفكيك هذه الخلية يعكس الجاهزية الدائمة للأجهزة الأمنية المغربية في التصدي للتهديدات الإرهابية، مؤكدًا أن المقاربة الاستباقية تظل مفتاح تحصين المملكة ضد مخططات التطرف العابر للحدود.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة