إعداد: توفيق كريم
في تدخل أمني دقيق يُجسّد اليقظة الميدانية، تمكنت عناصر المركز الترابي للدرك الملكي بحد البرادية، التابع لسرية الفقيه بن صالح، نهاية الأسبوع الماضي، من إحباط عملية غش واسعة النطاق استهدفت زيت الزيتون داخل إحدى المعاصر بجماعة سيدي جابر بإقليم بني ملال.
عملية نفّذها الدرك بإشراف مباشر من قائد السرية، لتمنع كارثة صحية كانت ستصيب الأسواق والمستهلكين في عمق البلاد.
بداية الشك.. شاحنة مشبوهة تكشف المستور
انطلقت فصول العملية حين أثارت شُبهات عناصر الدرك سيارة من نوع “فوركو” محمّلة بكميات كبيرة من زيوت تُستخدم عادة في إنتاج “التحميرة”، وذلك على مستوى دوار أولاد علي بضواحي الفقيه بن صالح.
اليقظة الميدانية قادت إلى فتح عملية تتبع دقيقة بإشراف النيابة العامة، وسط مؤشرات على وجود شبكة متخصصة في الغش الغذائي.
مداهمة محكمة.. وضبط المشتبه فيهم متلبسين
بعد مراقبة دقيقة ومعلومات مؤكدة، نفذت عناصر الدرك مداهمة مباغتة للمعصرة المشبوهة بجماعة سيدي جابر.
وتم ضبط المتورطين في حالة تلبس بخلط حوالي 9 أطنان من الزيوت الصناعية مع زيت الزيتون البلدي، تمهيدًا لتسويقها على أنها “زيت طبيعي”.
المشهد كان صادمًا: براميل ضخمة وأدوات خلط ومواد كيميائية داخل فضاء يُفترض أن ينتج “الذهب الأخضر” المغربي.
عملية نوعية تُجنّب المستهلك كارثة صحية
تم على الفور حجز الكميات المغشوشة، وفتح تحقيق قضائي تحت إشراف النيابة العامة المختصة، لكشف كل خيوط العملية وتحديد هوية المشتبه فيهم الرئيسيين.
وتُشير التقديرات الأولية إلى أن هذه الكميات كانت موجهة للأسواق المحلية والوطنية، ما يجعل التدخل الأمني بمثابة ضربة استباقية أنقذت آلاف المستهلكين من خطرٍ غذائيٍ جسيم.
يقظة الدرك.. رسالة واضحة ضد مافيات الغش
تؤكد هذه العملية مجددًا أن الدرك الملكي بجهة بني ملال-خنيفرة ماضٍ في حربه ضد الغش والممارسات غير القانونية التي تمسّ صحة المواطنين.
رسالة قوية مفادها أن “زيت الزيتون المغربي” خط أحمر، وأن كل محاولة لتدنيسه ستواجه بالحزم ذاته الذي يُحمي سمعة المنتوج الوطني وثقة المستهلك المغربي.















