وثائق سرية تفضح تورط البوليساريو في سوريا: هل أصبحت أداة إيرانية في نزاعات الشرق الأوسط؟

فؤاد القاسمي26 أبريل 2025آخر تحديث :
وثائق سرية تفضح تورط البوليساريو في سوريا: هل أصبحت أداة إيرانية في نزاعات الشرق الأوسط؟

في أعقاب سقوط نظام بشار الأسد أواخر 2024، بدأت تتكشف خيوط شبكة معقدة من التحالفات السرية، كان من بين فصولها مشاركة مقاتلين من جبهة البوليساريو في الصراع السوري، وفق ما أوردته مجلة “جون أفريك” الفرنسية، مستندة إلى وثائق مسربة وتحقيقات دولية.

أسرار من الأرشيف السوري

تكشف المجلة أن وثائق سرية صادرة عن الاستخبارات السورية، أُفرج عنها مؤخرًا، تؤكد مشاركة عناصر من البوليساريو في مهام عسكرية إلى جانب النظام السوري، ضمن شبكة دعم أنشأتها إيران لدعم الأسد، على غرار ما فعلته مع حزب الله اللبناني وميليشيات عراقية موالية لطهران.

وبحسب ما نقلته “واشنطن بوست” في تقرير نشر في أبريل، فإن مئات المقاتلين الصحراويين الذين تم تدريبهم من قبل إيران، لا يزالون محتجزين لدى قوات الأمن السورية الجديدة، بعد سقوط الأسد.

شهادات ووثائق محرجة

رغم نفي جبهة البوليساريو أي صلة بتلك المعلومات، إلا أن المجلة ترى في المعطيات المسربة دعمًا صريحًا للاتهامات التي وجهها المغرب منذ سنوات.

وتشير إحدى الوثائق المؤرخة سنة 2012 إلى اتفاق سري بين الجزائر والبوليساريو ونظام الأسد، لتدريب 120 مقاتلاً في معسكرات سورية، بإشراف إيراني.

وتضيف المجلة أن الاجتماع التمهيدي لهذا الاتفاق عُقد في تندوف، بحضور كبار قادة البوليساريو ومسؤولين جزائريين وسوريين، حيث تم الاتفاق على إرسال مجموعات مقاتلين للمشاركة ميدانيًا في الصراع.

خيوط تربط بيروت وتندوف ودمشق

من بين ما كشفت عنه الوثائق، زيارة لوفد من البوليساريو إلى بيروت أواخر 2011، للقاء مسؤول عسكري من حزب الله، حيث تم وضع خطوط تنسيق العمليات العسكرية لاحقًا.

ورغم أن اللقاء لم يشمل حسن نصر الله شخصيًا، إلا أن مستوى التنسيق، بحسب الوثائق، بلغ حد المشاركة في مهام خاصة ضد المعارضة السورية.

الرباط: التحذيرات تتحقق

تستحضر “جون أفريك” في هذا السياق تصريحات وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة عام 2018، حين أعلن عن قطع العلاقات مع إيران، واتهمها بدعم البوليساريو عسكريًا عبر حزب الله.

واليوم، ترى الرباط أن الوثائق المسربة تشكل دليلًا إضافيًا على صدقية تحذيراتها.

ردود دولية وضغوط متصاعدة

في ظل هذه التطورات، ترتفع الأصوات دوليًا لإعادة تصنيف جبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية. فقد دعا النائب الأمريكي الجمهوري جو ويلسون إلى هذا الإجراء، بينما وصف وزير الدفاع البريطاني السابق ليام فوكس الجبهة بأنها “ذراع إيرانية” في شمال إفريقيا.

الجزائر في دائرة الإحراج

التحقيقات الجديدة تشكل ضربة للجزائر، التي تدعم البوليساريو سياسيًا وماليًا، إذ تشير بعض الوثائق إلى دور جزائري في تنسيق هذا التعاون الثلاثي بين دمشق وتندوف وطهران.

وترى المجلة أن تداعيات هذا الملف قد تتجاوز حدود نزاع الصحراء.

علاقات مغربية سورية: من التقارب إلى القطيعة

تُذكّر المجلة بأن العلاقات المغربية السورية شهدت تقاربًا بداية الألفية، قبل أن تتدهور مع اندلاع الأزمة السورية.

ففي 2012، أعلن المغرب موقفًا حاسمًا ضد نظام الأسد، وهو ما ردت عليه دمشق بالتهديد بكشف “ملفات محرجة” عن المملكة، في إشارة محتملة إلى الدعم المغربي للمعارضة.

اليوم، وبعد عقد من الزمن، تخرج الملفات إلى العلن، لترسم مشهدًا إقليميًا معقدًا، يعيد خلط الأوراق ويضع البوليساريو والجزائر في قلب عاصفة دبلوماسية جديدة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة