قوات خاصة مغربية تكشف أنيابها: ذكاء اصطناعي، درونات، وقنّاصة في قلب معركة الأمن الاستباقي

بنعيسى صمصم21 مايو 2025آخر تحديث :
قوات خاصة مغربية تكشف أنيابها: ذكاء اصطناعي، درونات، وقنّاصة في قلب معركة الأمن الاستباقي

الجديدة – من قلب مركز المعارض محمد السادس، وفي إطار النسخة السادسة لأيام الأبواب المفتوحة للأمن الوطني، خطف رواق “القوات الخاصة للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني” الأضواء، كاشفًا عن جانب استثنائي من قدرات نخبة أمنية عالية التدريب ومجهزة بتكنولوجيا متقدمة لمواجهة التهديدات الأكثر تعقيدًا.

هذا الرواق، الذي استقطب اهتمام الزوار، لم يكن مجرد عرض للمعدات والأسلحة، بل نافذة حية على كواليس تدخلات نوعية تقوم بها وحدات مختارة من خيرة رجال الأمن، والذين يقفون في الصفوف الأمامية لحماية المملكة من أخطار الإرهاب والشبكات الإجرامية المنظمة.

قوة ضاربة.. على أعلى مستوى

داخل الرواق، برزت التخصصات الدقيقة التي تتكون منها هذه القوات، من فرق القناصة إلى وحدة المتسلقين، مرورًا بفرق إبطال المتفجرات، ووحدات الحماية المقربة والمنشآت الحساسة. وتُعرض تجهيزات عسكرية متطورة، تشمل منظومات تسلق احترافية، أدوات كشف عن المتفجرات، أسلحة تكتيكية متقدمة، ودرونات متعددة المهام، مزودة بذكاء اصطناعي قادر على تنفيذ مهام دقيقة في بيئات معقدة.

وأكد أحد الأطر العاملة ضمن هذه القوات، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا الرواق يعكس الكفاءة العالية والجاهزية القتالية التي تتمتع بها الوحدات الخاصة، مشيرًا إلى أنها تأسست سنة 2015 تزامنًا مع إحداث المكتب المركزي للأبحاث القضائية، لتعزيز الرد الأمني ضد التهديدات ذات الطابع الاستراتيجي.

نخبة في سباق مع التهديدات المتغيرة

هذه القوات لا تكتفي بالحفاظ على مستوى جاهزية عالٍ، بل تسير وفق منطق التطوير المستمر، حيث شهدت مؤخرًا تعزيز بنيتها بوحدتين جديدتين: وحدة “الدراجين” للتدخل السريع، ووحدة مختصة في تشغيل الطائرات المسيرة، ما يعكس دينامية واضحة في مواكبة المستجدات الأمنية والاستباق الذكي للمخاطر.

رؤية أمنية جديدة.. تكنولوجيا تقود المعركة

الدرونات المعروضة ليست مجرد طائرات صغيرة، بل أدوات استطلاع ومراقبة مزودة بخوارزميات ذكاء اصطناعي، قادرة على تحليل المعطيات الميدانية واتخاذ قرارات آنية، ما يمنح هذه القوات أسبقية حاسمة في الميدان.

ولم تغب عن الرواق التقنيات المساعدة في العمليات الخاصة، مثل أجهزة القنص عالية الدقة، وأنظمة التفكيك اليدوي والآلي للمتفجرات، إلى جانب معدات تسلق متطورة تتيح للوحدات الخاصة اقتحام المناطق الوعرة وتنفيذ تدخلات دقيقة في أعلى مستويات التعقيد.

أمن المواطن في قلب الأولويات

المعرض لم يكن فقط استعراضًا للقوة، بل مناسبة للتقارب بين المواطن والمؤسسة الأمنية، حيث تفاعل الزوار من مختلف الأعمار مع الشروحات المقدمة حول مهام هذه الوحدات، في مشهد يعكس التزامًا راسخًا بخدمة الوطن والمواطن.

ويأتي تنظيم هذه الفعالية خلال الفترة الممتدة من 17 إلى 21 ماي الجاري، تحت شعار “فخورون بخدمة أمة عريقة وعرش مجيد”، احتفاءً بالذكرى 69 لتأسيس المديرية العامة للأمن الوطني، والتي جسدت خلال هذه المناسبة رؤيتها الجديدة المبنية على الانفتاح، الشفافية، وتعزيز ثقة المواطن في جهازه الأمني.

بهذا العرض المتكامل، تؤكد القوات الخاصة للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني أنها ليست فقط قوة ردع، بل منظومة أمنية ذكية، تتقاطع فيها الشجاعة بالعلم، والتخطيط بالاحتراف، في سبيل حماية المملكة من كل ما قد يهدد أمنها واستقرارها.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة