أنزي تنبض بالإنسانية: طبّ ميداني في قلب الأسد الإفريقي

هجر القاسمي22 مايو 2025آخر تحديث :
أنزي تنبض بالإنسانية: طبّ ميداني في قلب الأسد الإفريقي

أنزي (إقليم تزنيت) – في قلب جبال سوس، وتحديدًا بجماعة أنزي، ينبض مستشفى عسكري ميداني مؤقت بالحياة والعمل الإنساني، في إطار الأنشطة الاجتماعية المصاحبة لمناورات “الأسد الإفريقي 2025”، التي تجسد أرقى صور التعاون العسكري والإنساني بين المغرب والولايات المتحدة، تحت القيادة السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية.

من 5 إلى 23 ماي الجاري، تحوّلت هذه المنطقة القروية إلى نقطة إشعاع صحي وإنساني، بفضل تعبئة غير مسبوقة لـ271 إطارًا طبيًا وتمريضيًا من الجانبين المغربي والأمريكي، الذين يسهرون على تقديم رعاية صحية مجانية، دقيقة، ومتخصصة لفائدة الآلاف من المواطنين والمواطنات.

مستشفى ميداني بمواصفات متقدمة

المستشفى العسكري الميداني ليس مجرد خيمة للعلاج، بل مؤسسة صحية متنقلة بمعايير حديثة، تضم وحدة استشفائية قابلة للتوسعة، أجهزة للفحص بالأشعة رقمية، مختبرات للتحاليل الطبية، وحدة للتعقيم، جناحًا لطب الأسنان، وصيدلية ميدانية مجهزة.

كما يغطي طيفًا واسعًا من التخصصات: من أمراض القلب والشرايين، وطب العيون، إلى الجراحة العامة وجراحة العظام، وطب الأطفال، مرورا بوحدات المستعجلات، الطب الباطني، وطب النساء والتوليد.

أرقام تتحدث عن نفسها

منذ انطلاقه، سجل المستشفى أرقامًا تعكس حجم العمل الإنساني الميداني:

  • 44 ألف خدمة طبية قُدّمت خلال أيام قليلة.
  • 12,480 مستفيدًا تلقوا العلاجات بمختلف أنواعها.
  • 380 عملية جراحية ناجحة أُنجزت بمهنية عالية.
  • 4268 شخصًا حصلوا على نظارات طبية جديدة.
  • 9068 وصفة طبية وُزعت مجانًا.

زيارة ميدانية رفيعة المستوى

ولمواكبة هذا الإنجاز، قام وفد عسكري رفيع المستوى، يضم الفريق محمد بن الوالي، رئيس أركان الحرب للمنطقة الجنوبية، واللواء الأمريكي أندرو جيني، قائد فرقة المهام الجنوبية الأوروبية، بزيارة تفقدية للمستشفى الميداني.

الوفد تابع عن كثب الشروحات المقدمة حول الجهود اللوجستية والبشرية المسخّرة لإنجاح هذه المبادرة، التي تمثل واحدة من أبرز الوجوه الإنسانية لمناورات “الأسد الإفريقي”.

تدريبات عسكرية… وإنسانية

وبينما تتواصل تدريبات “الأسد الإفريقي 2025” عبر مواقع استراتيجية بالمملكة (أكادير، طانطان، تزنيت، القنيطرة، بنجرير وتيفنيت)، يؤكد هذا المستشفى أن الرهانات الأمنية والعسكرية لا تنفصل عن الواجب الإنساني، وأن بناء الجاهزية القتالية يمكن أن يتقاطع مع بناء الثقة والطمأنينة لدى الشعوب.

هنا في أنزي، حيث تلتقي التضاريس الوعرة بالقلوب المفتوحة، يتجسد المعنى العميق لتحالف مبني على أكثر من السلاح… على الإنسانية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة