المغرب يعلن الحرب على السلع الرديئة: رقابة صارمة لحماية السوق والمستهلك

فؤاد القاسمي22 مايو 2025آخر تحديث :
المغرب يعلن الحرب على السلع الرديئة: رقابة صارمة لحماية السوق والمستهلك

في خطوة نوعية نحو تعزيز الجودة وحماية السوق المحلية، أعلن المغرب عن تفعيل منظومة رقابة متقدمة على الواردات الصناعية، تستهدف ضبط جودة المنتجات المستوردة بما يتماشى مع المعايير الوطنية والدولية، ويعزز ثقة المستهلك في السوق المغربية.

سلامة المواطن أولاً: حماية المستهلك في قلب الاستراتيجية

تندرج هذه الخطوة ضمن رؤية الدولة لتعزيز الأمن الاستهلاكي، من خلال منظومة تقنية دقيقة تشدد على فحص كل واردات الصناعات التحويلية والمنتجات النهائية، لضمان خلوها من العيوب أو المخاطر التي قد تمس صحة وسلامة المواطنين.

قطاع السيارات تحت المجهر: قطع الغيار في قبضة الرقابة

قطاع غيار المركبات جاء على رأس قائمة المواد الخاضعة للرقابة المشددة، حيث أخضعت السلطات مكونات أساسية مثل الإطارات، وسادات الفرامل، والزجاج الآمن، لمعايير صارمة تندرج تحت الرمزين الجمركيين 870830 و870870، في سعي لتقليل حوادث السير الناتجة عن استعمال أجزاء غير أصلية أو منخفضة الجودة.

مواد البناء: من الآن فصاعدًا… الجودة أولاً

لم تستثنِ المنظومة الجديدة مواد البناء والتشطيب، إذ باتت الأنابيب البلاستيكية، وألواح العزل، والسيراميك، وحتى الصنابير الصحية، مطالبة بالامتثال لمعايير التحمل والصحة والنظافة، بهدف تأمين البنية التحتية وجودة السكن للمغاربة.

الأجهزة المنزلية تحت الرقابة: سلامة يومية مضمونة

شملت الرقابة كذلك الأجهزة التي تستهلك الطاقة، كالسخانات ومستلزمات الغاز، حيث أصبح من الضروري أن تفي هذه المنتجات بشروط السلامة والفعالية لضمان بيئة منزلية خالية من مخاطر التسرب أو الانفجار.

التكنولوجيا والملابس: رقابة حتى آخر خيط وشحنة

توسعت المنظومة لتطال الإلكترونيات، مثل أجهزة الشحن والقواطع الكهربائية، لحماية المستهلك من الأعطال الكهربائية. كما تم فرض معايير دقيقة على النسيج والملابس، خصوصًا الألياف الصناعية والسجاد، لضمان الجودة وتتبع مصادر المواد.

ضمان عدالة السوق: حماية وطنية من الفوضى التجارية

تهدف هذه الخطوة إلى وقف تدفق السلع المقلدة والرديئة التي تغزو السوق وتُضعف تنافسية المنتج المحلي. بتشديد الرقابة، توجه الدولة رسالة واضحة: الجودة لم تعد خيارًا، بل شرطًا لدخول السوق المغربية.

رقابة بحوافز اقتصادية: استثمار في الثقة والتنمية

المنظومة لا تستهدف الحماية فقط، بل تسعى لتحفيز الاستثمار، وجذب شركات ترى في المغرب أرضًا للتصنيع الآمن والموثوق. فبضمان الجودة، تعزز الدولة صورتها كشريك اقتصادي مسؤول ومصدر موثوق.

تحديات في الطريق: فاعلية التنفيذ مفتاح النجاح

رغم أهمية الخطوة، يبقى نجاحها رهينًا بتنسيق محكم بين الجهات الرقابية والمستوردين والقطاع الخاص، فضلًا عن ضرورة الاستثمار في الكفاءات البشرية واللوجستية لتسريع عمليات التفتيش وضمان دقتها.

رقابة 2025: المغرب يرسم ملامح سوق شفافة وآمنة

بتفعيل منظومة الرقابة في مايو 2025، يكون المغرب قد وضع حجر الأساس لسوق أكثر أمانًا، وعدالة، وتنافسية. رؤية متكاملة تُعيد ضبط بوصلات التجارة والاستيراد نحو الجودة، وتحمي المواطن والمصنّع معًا.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة