“العين الذكية”: الجمارك المغربية تدخل عصر الذكاء الاصطناعي لمواجهة التهريب

فؤاد القاسمي31 مايو 2025آخر تحديث :
“العين الذكية”: الجمارك المغربية تدخل عصر الذكاء الاصطناعي لمواجهة التهريب

في خطوة استراتيجية تحمل ملامح المستقبل، أطلقت إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة مشروعًا رائدًا يعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل وإدارة المخاطر الجمركية، وذلك في إطار تحول رقمي طموح يروم تعزيز الرقابة وتيسير المبادلات التجارية المشروعة.

شراكة ثلاثية لبناء جمرك استباقي

المشروع يُنفَّذ في إطار شراكة ثلاثية جمعت المغرب بالمنظمة العالمية للجمارك والحكومة السويسرية، ويُعتبر أحد الأعمدة الأساسية في الخطة الاستراتيجية للجمارك المغربية الممتدة حتى عام 2028.
ويرتكز هذا النظام المتطور على البيانات الضخمة (Big Data) وتقنيات التعلم الآلي (Machine Learning)، بهدف تحسين آليات الرصد والتحليل الدقيق لأنماط التهريب والمخاطر المحتملة.

من الرقابة التقليدية إلى الاستباق الذكي

يمثل هذا المشروع قفزة نوعية من نماذج المراقبة التقليدية إلى نماذج ذكية واستباقية، تعتمد على تحليل البيانات والمعطيات اللحظية لتوجيه الجهود بشكل أكثر دقة وفعالية، ما يعزز من قدرة الجمارك على التنبؤ بالمخاطر ومعالجتها قبل وقوعها.

حضور دولي وتقييم تقني دقيق

من 19 إلى 23 ماي الجاري، استقبل مقر إدارة الجمارك بعثة تقنية دولية ضمت خبراء في الذكاء الاصطناعي وتحليل المخاطر، حيث أُجري تقييم شامل لقدرات النظام الجمركي الحالي ووُضعت أسس خطة تنفيذ دقيقة للمشروع.
كما شهد المقر حفلًا رسميًا للإعلان عن الانطلاقة الفعلية للمشروع، بحضور كل من عبد اللطيف العمراني، المدير العام للجمارك، وفالنتين زيلويغر، سفير سويسرا بالمغرب، وممثلين عن المنظمة العالمية للجمارك.

نحو نموذج جمركي رقمي عالمي

تطمح الجمارك المغربية عبر هذا المشروع إلى بناء نموذج جمركي رقمي متكامل، يجمع بين الصرامة في مكافحة التهريب والمرونة في تسهيل المعاملات القانونية، بما يتماشى مع المعايير الدولية ويتجاوب مع متغيرات التجارة العالمية.

الذكاء الاصطناعي لم يعد خيارًا، بل ضرورة استراتيجية لضمان الأمن الاقتصادي وتسهيل المبادلات المشروعةتصريح مسؤول جمركي.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة